نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 2″

الدكرورى يكتب نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع نبي الله إبراهيم عليه السلام، وقالوا فتزوج إبراهيم سارة، وناحور ملكا ابنة هاران، يعنون بابنة أخيه، وقالوا وكانت سارة عاقرا لا تلد، وقالوا وانطلق تارخ بابنه إبراهيم، وامرأته سارة ، وابن أخيه لوط بن هاران، فخرج بهم من أرض الكلدانيين إلى أرض الكنعانيين، فنزلوا حران، فمات فيها تارخ وله مائتان وخمسون سنة، وهذا يدل على أنه لم يولد بحران، وإنما مولده بأرض الكلدانيين، وهي أرض بابل وما والاها، ثم ارتحلوا قاصدين أرض الكنعانيين، وهي بلاد بيت المقدس فأقاموا بحران، وهي أرض الكشدانيين في ذلك الزمان، وكذلك أرض الجزيرة والشام أيضا، وكانوا يعبدون الكواكب السبعة، والذين عمروا مدينة دمشق كانوا على هذا الدين يستقبلون القطب الشمالي، ويعبدون الكواكب السبعة بأنواع من الفعال والمقال.

ولهذا كان على كل باب من أبواب دمشق السبعة القديمة هيكل لكوكب منها، ويعملون لها أعيادا وقرابين، وهكذا كان أهل حران يعبدون الكواكب والأصنام، وكل من كان على وجه الأرض كانوا كفارا سوى إبراهيم الخليل، وامرأته، وابن أخيه لوط عليهم السلام، وكان إبراهيم الخليل عليه السلام هو الذي أزال الله به تلك الشرور، وأبطل به ذاك الضلال فإن الله سبحانه وتعالى آتاه رشده في صغره، وابتعثه رسولا، واتخذه خليلا في كبره فقال الله تعالى فى سورة الأنبياء ” ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ” أي كان أهلا لذلك، وقال الله تعالى فى سورة العنكبوت ” وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون”

” وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير، قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم، فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه، فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ”

وعن أبي ذر الغفارى رضي الله عنه قال، قلت يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال صلى الله عليه وسلم “آدم” قلت يا رسول الله، أنبي كان؟ قال “نعم، نبي مكلم” قلت يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال ” ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا” وفي لفظ، كم وفاء عدد الأنبياء؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا، الرسل منهم ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا” رواه أحمد، ولكن قيل هو حديث ضعيف، وإن الإيمان بهم جميعا ركن من أركان الإيمان، والكفر بأحدهم يعتبر كفرا بالجميع، وقد نوه القرآن الكريم بذكرأولوا العزم من الرسل وفضلهم فقال الله عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة الأحقاف ” فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل” ولقد جاء في آية أخرى التصريح بأسمائهم، فقال سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز فى سورة الأحزاب.

“وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ” فأولوا العزم من الرسل هم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، عليهم الصلاة والسلام، وأما مهمتهم فهى تبليغ وحي الله تعالى للناس، فقال الله سبحانه تعالى فى كتابه الكريم فى سورة آل عمران ” ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبى من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ” وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى “يا صباحاه” فاجتمعت إليه قريش، فقال”أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أكنتم تصدقوني؟” قالوا نعم، قال صلى الله عليه وسلم “فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد” رواه البخاري.