نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 10″

الدكرورى يكتب نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 10″

ونكمل الجزء العاشر مع نبي الله إبراهيم عليه السلام، فإن نبى الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام اختصه الله عز وجل بالفضائل العظيمة، والمكارم الجليلة، فكان الإمام، والأمة، والحنيف، القانت لله عز وجل، الذي ينتسب إليه جميع الأنبياء بعده، ويؤمن به جميع أتباع الشرائع المسلمون والنصارى واليهود، ويكفيه فخرا ما قاله الله تعالى عنه فى كتابه الكريم فقال تعالى ” إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين” وقال سبحانه وتعالى عنه ” وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال إنى جاعلك للناس إماما، قال ومن ذريتى، قال لا ينال عهدى الظالمين ” وإن ابتلاء الله عز وجل لخليله إبراهيم عليه السلام، أي اختباره له بما كلفه به من الأوامر والنواهي ومعنى فأتمهن أي قام بهن كلهن، كما قال الله تعالى فى سورة النجم ” وإبراهيم الذي وفى

أي وفى جميع ما شرع له ، فعمل به عليه السلام، وإبراهيم عليه السلام هو أفضل الأنبياء والرسل بعد نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا أخبرنا الله تعالى أنه اتخذه خليلا فقال عز وجل فى سورة النساء ” واتخذ الله إبراهيم خليلا ” وقد قال رجل لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، يا خير البريه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ذاك إبراهيم ” وقد قال ذلك صلى الله عليه وسلم تواضعا لربه وأدبا مع إِبراهيم عليه السلام، وإلا فنبينا صلى الله عليه وسلم أَفضل، كما قال صلى الله عليه وسلم ” أنا سيد ولد آدم ولا فخر ” ولم يقصد به الافتخار ولا التطاول على من تقدمه، بل قاله بيانا لما أمر ببيانه وتبليغه، وأن جميع الأنبياء الذين جاءوا من بعده هم من نسله من طريق ابنه إسحق ويعقوب إلا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فهو من ولد إسماعيل بن إبراهيم.

فنبينا صلى الله عليه وسلم أخص بإبراهيم من غيره، فإبراهيم عليه السلام هو أبو العرب، وهو أبو النبي صلى الله عليه وسلم من جهة النسب، وإن نبى الله إبراهيم عليه السلام هو الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع ملته فقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة النحل ” ثم أوحينا أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا” ولهذا كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونحن تبع له أولى الناس بإبراهيم عليه السلام، وكما قال عز وجل فى كتابه العزيز، فى سورة آل عمران ” إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا ” وقال الله تعالى ردا على اليهود والنصارى فى سورة آل عمران ” ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ” وأن نبي الله إبراهيم عليه السلام هو أول من أتصف بصفة الكرم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه.

أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” كان أول من ضيف الضيف إبراهيم ” وبهذا كانت صفة الكرم من أعظم صفات نبى الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقال الله عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة هود ” ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ” وفي آية أخرى فى سورة الذاريات قال الله تعالى ” فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ” أي إنه قدّم لهم عجلا سمينا مشويا على حجارة الرضف المحماة، فهذا هو كرم أبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهذا ما علمنا إياه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فعن أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت” وهو حديث متفق عليه.

والخليل إبراهيم عليه السلام يقول عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وهو أول من اختتن على رأس ثمانين سنة، واختتن بالقدوم ” وأن أول من شاب إبراهيم خليل رب العالمين، عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فقال يا رب ما هذا؟ فقال الله تعالى هذا وقارك، فقال إبراهيم عليه السلام رب زدني وقارا، فما برح حتى ابيضت لحيته الشريفة، وعن الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه قال كان الرجل يبلغ الهرم ولم يشب، وكان في القوم والد وولد فلا يعرف الابن من الأب، فقال إبراهيم عليه السلام يا رب اجعل لي شيئا أعرف به ، فأصبح رأسه ولحيته أبيضين أزهرين أنورين، وأن إبراهيم عليه السلام هو أقرب الناس شبها لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولم لا ونسبه الشريف صلى الله عليه وسلم ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام جميعا.