ماذا يحدث في الساحل السوري ؟.. معركة النفس الأخير لأنصار الأسد

ماذا يحدث في الساحل السوري ؟.. معركة النفس الأخير لأنصار الأسد..

على مدار الساعة الماضية شهدت مدينة اللاذقية والساحل السوري تصعيدًا أمنيًا خطيرًا خلال الأيام الماضية، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة تُعرف بـ”فلول نظام الأسد”.

ماذا يحدث في الساحل السوري ؟.. معركة النفس الأخير لأنصار الأسد..

وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، في حين فرضت السلطات حظر تجوال ليلي وسط تعزيزات أمنية مكثفة في محاولة للسيطرة على الأوضاع المتوترة.

 

اشتباكات دامية وسقوط قتلى

بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أدت المعارك إلى مقتل أكثر من 70 شخصًا، بينهم 28 مسلحًا مواليًا للأسد و16 عنصرًا من قوات الأمن، إضافةً إلى سقوط 4 مدنيين كانوا في مناطق الاشتباكات.

 

كما أفادت مصادر أمنية بارتفاع عدد قتلى الأمن العام إلى 15 قتيلًا نتيجة كمائن مسلحة نفذتها الفلول في ريف اللاذقية، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة.

 

سيطرة الجيش السوري على مراكز استراتيجية

تصاعدت التوترات العسكرية بشكل كبير، حيث شهدت مدينة جبلة وريف اللاذقية وطرطوس عمليات عسكرية مكثفة أدت إلى سيطرة الجيش السوري على عدة مواقع استراتيجية، من بينها الكلية البحرية في جبلة.

 

كما تحدثت تقارير عن استهداف منشآت طبية، حيث أعلنت وزارة الصحة السورية عن تعرض ستة مستشفيات في المنطقة لاعتداءات، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ونقص الرعاية الطبية للمصابين.

 

حظر تجوال وانقطاع للكهرباء

مع تصاعد العنف، فرضت السلطات حظر تجوال ليلي في محافظة اللاذقية، في محاولة للحد من التوترات الأمنية المتزايدة.

 

كما شهدت المحافظة انقطاعًا عامًا للكهرباء نتيجة أعمال تخريبية استهدفت البنية التحتية، ما زاد من معاناة السكان المحليين وسط الأوضاع المتردية.

 

مقتل نجل وزير الدفاع السوري المكلف

في تطور لافت، أكدت مصادر ميدانية مقتل مرهف أبو قصرة، نجل وزير الدفاع السوري المكلف، خلال الاشتباكات الدائرة في الساحل، وفقًا لما أعلنته غرفة عمليات ردع العدوان السوري.

 

كما أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة حمص فرض حظر تجوال عام اعتبارًا من الساعة العاشرة مساءً وحتى الثامنة صباحًا، في ظل التطورات الأمنية المتسارعة في البلاد.

 

مقتل شيخ بارز من الطائفة العلوية

في ظل استمرار التوترات، أعلن المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر وفاة الشيخ شعبان منصور، أحد أبرز مشايخ الطائفة العلوية في البلاد، في حادثة زادت من حدة التوترات الطائفية في الساحل السوري.

 

ووفقًا لمصادر محلية، تعرض الشيخ منصور (87 عامًا) للاختطاف، اليوم الجمعة، على يد مسلحين مجهولين، بعد أن أطلقوا النار على نجله، فيما لا تزال الأنباء متضاربة حول مصير الأخير، حيث ذكرت بعض التقارير أنه لقي مصرعه.

 

يعد الشيخ شعبان منصور شخصية بارزة في العمل الإنساني، حيث وصفه المجلس بـ”شهيد الإنسانية”.

 

كما أفادت مصادر من بلدته سلحب في ريف حماة بأن الشيخ كان يعاني من ظروف صحية صعبة، ولم يكن قادرًا على الحركة منذ أكثر من عام.

 

من هم “فلول النظام”؟

يُشير مصطلح “فلول النظام” إلى مجموعات مسلحة موالية للرئيس السابق بشار الأسد، والتي انقسمت عن الجيش السوري بعد الإطاحة به في ديسمبر الماضي.

 

هذه الجماعات ترفض الاعتراف بالحكومة الانتقالية الجديدة، وتشن عمليات مسلحة في عدة مناطق، أبرزها الساحل السوري.

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مدير أمن محافظة اللاذقية أن “المجموعات المسلحة التي تواجهها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية تتبع لمجرم الحرب سهيل الحسن”، في إشارة إلى تصاعد حدة التوترات في المنطقة.

 

ردود فعل محلية ودولية

أثارت الاشتباكات في اللاذقية قلقًا دوليًا واسعًا، حيث دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس ووقف العنف فورًا، مطالبةً الحكومة السورية باتخاذ إجراءات لحماية المدنيين.

 

من جهتها، أعلنت موسكو أنها تراقب الوضع عن كثب، محذرةً من انزلاق البلاد نحو صراع داخلي جديد، قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على استقرار المنطقة.