الجزء الثانى مع سليمان بن صرد الخزاعي

الدكرورى يكتب عن سليمان بن صرد الخزاعي “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع سليمان بن صرد الخزاعي، وخزاعة هي من أمهات القبائل في الجزيرة العربية، وقد حكمت مكة المكرمة في تهامة لفترة طويلة من الزمن، وفيل أنه كانت ولاية البيت الحرام في خزاعة ثلاثمائة سنة، ويسكن معظم القبيلة حاليا فى السعودية والعراق ويتواجدون بنسبة أقل في بعض الدول العربية الأخرى، كمصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان، وخزاعة من القبائل التي اختلف فيها علماء الأنساب، فمنهم من نسبها إلى الأزد ومنهم من نسبها إلى مضر، إلى أن خزاعة هم ولد عمرو بن ربيعة وهو لحي من الأزد، وإنما قيل لهم خزاعة لأنهم انقطعوا عن الأزد لما تفرّقت من اليمن أيام سيل العرم، وكذلك ياقوت الحموي، فقد ذهب إلى أن خزاعة أزدية.

 

وقد ذهب ابن إسحاق إلى أن خزاعة من ولد عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، فهي إذن من مضر وبالتحديد من خندف وليس من الأزد، ووافق ابن اسحاق لمصعب الزبيري وذكر أن قمعة هو عمير أبو خزاعة، وقد أسلم سليمان بن صرد، في المدينة المنورة على يد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه يسار، فلما أسلم سمّاه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، سليمان، وبعد فتح العراق، نزل سليمان بن صرد الكوفة، وابتنى فيها دارا، وقد شهد سليمان مع الإمام علي بن أبي طالب معاركه كلها، وفي وقعة صفين كان هو من بارز حوشبا ذا ظليم الألهاني، وقتله، وهو حوشب بن طخية، وقيل طخمة.

 

وهو ابن عمرو بن شرحبيل بن عبيد بن عمرو بن حوشب بن الأظلوم بن ألهان بن شداد بن زرعة بن قيس بن صنعاء بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جُشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير الحميري الألهاني، وهو ذو ظليم، وروى الحسن بن، عن يزيد بن حوشب، عن أبيه قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” لو كان جريج فقيها عالما لعلم أن إجابة أمه أولى من عبادة ربه عز وجل ” وقد روى الليث، فذكر هذا الحديث بسنده، ثم قال إن حوشب هذا هو الذي يعرف بذي ظليم وساق نسبه، وهو عجيب فإن ذا ظليم لا صحبة له، وعن محمد بن عثمان بن حوشب، عن أبيه، عن جده، قال لما أن أظهر الله محمدا.

 

فقد أرسلت إليه أربعين فارسا مع عبد شر، فقدموا عليه بكتابي، فقال له “ما اسمك” قال عبد شر، فقال صلى الله عليه وسلم “بل أنت عبد خير ” فبايعه على الإسلام، وكتب معه الجواب إلى حوشب ذي ظليم، فآمن حوشب، وقيل أنه بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله إلى ذي الكَلاع وذي ظليم، وهاجر حوشب بعد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وشهد اليرموك، وقد اتفق أهل العلم بالسّير والمعرفة بالخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كتب إلى حَوْشب ذي ظليم الحميري كتابا، وبعث به إليه مع جرير البجلي ليتعاون هو وذو الكلاع وفيروز الديلمي ومن أطاعهم على قَتل الأسود العنسي الكذّاب، وكان حوشب وذو الكلاع رئيسين في قومهما متبوعين.

 

وهما كانا ومن تبعهما من أهل اليمن القائمين بِحرب صِفين مع معاوية، وقتلا جميعا بصفين، وقد قَتل حوشبا سليمان بن صرد الخزاعي، وقَتل ذا الكلاع حريث بن جابر، وقيل بل قتله الأشتر، وقيل أنه قد نادى حوشب الحميري الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، يوم صفين، فقال انصرف عنا يا ابن أبي طالب، فإنا ننشدك الله في دمائنا ودمك، ونخلي بينك وبين عراقك، وتخلي بيننا وبين شامنا، وتحقن دماء المسلمين، فقال الإمام علي بن أبى طالب، هيهات يا ابن أم ظليم، والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين الله لفعلت، ولكان أهون علي في المؤنة، ولكن الله لم يرض من أهل القرآن بالسكوت والإدهان إذا كان الله يعصى وهم يطيقون الدفاع والجهاد حتى يظهر أمر الله.