سهل بن حنيف الأنصاري “جزء 1”

الدكرورى يكتب عن سهل بن حنيف الأنصاري “جزء 1”

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

ومازال الحديث موصولا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوف نتحدث فى هذا المقال عن سهل بن حنيف وهو سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمر بن خناس ويقال ابن خنساء بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك الأوسي الأنصاري أبو سعيد أو أبو سعد أو أبو عبد، وهو صحابي جليل من الأنصار من بني حنش بن عوف من الأوس، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ممن بايع على الموت، فثبت يوم أحد ولم يفرّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روي أنه تجرد يوما للاغتسال، فقال رجل من الأنصار، ما رأيت كاليوم، ولا جلدة مخبّأة فَصُرع من حينه.

 

فحسده ذلك الرجل على جسده الجميل، فحملوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم محموما، فأخبر خبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “علام يقتل أحدكم أخاه؟ ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه أو ماله فليبرك عليه، إن العين حق” ثم إن سهل بن حنيف صحب الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، وقد استخلفه الأمام على بن أبى طالب، على المدينة حين سار إلى البصرة، كما شهد معه صفين، وإن حديث قيامه يوم صفين ووعظه مشهور ومذكور في الصحاح، ولقد ولاه علي بن أبى طالب رضي الله عنه، بلاد فارس، وقال أبو وائل لما قدم سهل بن حنيف الأنصاري من وقعة صفين التي كانت بين الإمام علي بن أبى طالب، ومعاوية بن أبى سفيان، أتيناه نستخبره.

 

فقال وقد كان يتهم بالتقصير في القتال يوم صفين، اتهموا الرأي في الجهاد أي اتهموا رأيكم في هذا القتال فإنما تقاتلون في الإسلام إخوانكم باجتهاد اجتهدتموه فلقد رأيتني، أي رأيت نفسي يوم أبي جندل العاصي بن سهيل لما جاء إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يوم الحديبية من مكة مسلما وهو يجر قيوده، وكان قد عذب في الله فقال أبوه سهيل بن عمرو، يا محمد أول ما أقاضيك عليه فرد عليه أبا جندل وكان رده أشق على المسلمين من سائر ما جرى عليهم، ولو أستطيع أن أرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمره لرددت، وقاتلت قتالا شديدا لا مزيد عليه والله ورسوله أعلم، بما فيه المصلحة فترك الإمام على رضى الله عنه، القتال إبقاء على المسلمين وصونا للدماء.

 

وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا في الله لأمر يفظعنا يشق علينا إلا أسهلن بنا أي أدنتنا الأسياف إلى أمر سهل نعرفه فأدخلناها فيه قبل هذا الأمر، يعني أمر الفتنة الواقعة بين المسلمين فإنها مشكلة لما فيها من قتل المسلمين ما نسد منها من الفتنة خصما إلا انفجر علينا خصم ما ندري كيف نأتي له، الناحية والطرف، وكان قول سهل هذا يوم صفين لما حكم الحكمان وأرادا الإخبار عن انتشار الأمر وشدته وأنه لا يتهيأ إصلاحه وتلافيه، وكان سهل بن حنيف من السابقين إلى الإسلام، وقد ثبت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين انكشف الناس، وبايع يومئذ على الموت، وكان ينفح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبل، فيقول “نبلوا سهلا، فإنه سهل”

 

وقد شهد سهل “بني النضير” وقال الزهري، لم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم من أموال بني النضير أحدا من الأنصار إلا سهل بن حنيف، وأبا دجانة سماك بن خرشة، وكانا فقيرين، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول ادعوا لي سهلا غير حزن، يعني سهل بن حنيف، وقال ابن عبد البر، صحب سهل بن حنيف عليا رضي الله عنه، من حين بويع له، وإياه استخلف علي رضي الله عنه، حين خرج من المدينة إلى البصرة، ثم شهد مع علي صفين، وعن محمد بن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه، قال مات سهل بالكوفة، وصلى عليه الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، وقال المدائني أنه مات سنة ثمان وثلاثين من الهجرة.