الدكرورى يكتب عن سهل بن حنيف الأنصاري “جزء 3”
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الثالث..مع سهل بن حنيف الأنصاري، وقال الزهري لم يعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أموال بني النضير أحدا من الأنصار إلا سهل بن حنيف وأبا دجانة، وكانا فقيري، وهو الصحابي الجليل أبو سهل، وقيل أبو عبد الله، وقيل غير ذلك، وكان له من الولد أبو أمامة، واسمه أسعد، وعثمان، وسعد، وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وفي خبر عقبة أن الصادق قال أما بلغكم أن رجلا صلى عليه علي فكبر عليه خمسا حتى صلى خمس صلوات وقال أنه بدري عقبي أحدي من النقباء الاثني عشر وله خمس مناقب فصلى عليه لكل منقبة صلاة وفي خبر أبي بصير عن جعفر قال كبر رسول الله على حمزة سبعين تكبيرة.
وكبر علي عندكم على سهل بن حنيف خمسا وعشرين تكبيرة كلما أدركه الناس قالوا يا أمير المؤمنين لم ندرك الصلاة على سهل فيضعه ويكبر حتى انتهى إلى قبره خمس مرات، وأسلم سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم الأنصاري، وهو من بني حنش بن عوف من الأوس، وأمه هند بنت رافع بن عميس من الجعادرة من الأوس، وأخوه لأبيه وأمه عثمان بن حنيف، وأخويه لأمه عبد الله والنعمان ابنا أبي حبيبة بن الأزعر من بني ضبيعة بن زيد من الأوس، وقد آخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين علي بن أبي طالب، وأما عن أبو دجانة سماك بن خرشة، فهو صحابي من الأنصار من بنى ساعدة من الخزرج، وقد شهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، غزوات بدر وأحد وخيبر وحنين.
ثم شهد حروب الردة، وقُتل في معركة اليمامة، وكان من شجعان المسلمين، وكانت له عصابة حمراء يرتديها تميّزه في المعارك، وأسلم أبو دجانة، وآخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين عتبة بن غزوان، وقد شهد أبو دجانة مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوة بدر، وكانت عليه يوم بدر عصابته الحمراء، وفي يوم أحد، عرض النبي صلى الله عليه وسلم، سيفه على أصحابه، وقال ” من يأخذ هذا السيف بحقه؟ ” فأحجموا، فقال أبو دجانة ” وما حقه يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم ” تقاتل به في سبيل الله حتى يفتح الله عليك أو تُقتل ” فأخذه أبو دجانة، فخرج يومها أبو دجانة مصلتا سيفه وهو يتبختر، وعليه عمامة حمراء قد عصب بها رأسه.
وأخذ يرتجز فيقول، إني امرؤ عاهدني خليلي إذ نحن بالسفح لدى النخيل أن لا أقيم الدهر في الكب ولأضرب بسيف الله والرسول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في مثل هذا الموطن” وثبت يومها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبايعه على الموت، وقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم، شجاعة أبي دجانة يوما فقال صلى الله عليه وسلم ” لقد رأيتني يوم أحد، وما في الأرض قربي مخلوق غير جبريل عن يميني، وطلحة عن يساري، وكان سيف أبي دجانة غير دميم” وكان أبو دُجانة هو من قتل الحارث بن أبي زينب فارس اليهود يوم خيبر، كما كان ممن ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، يوم حنين.
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، شارك أبو دجانة في حروب الردة، وكان في جيش القائد خالد بن الوليد الذي توجّه إلى اليمامة، ولما اشتد القتال يوم اليمامة، وكادت الدائرة تدور على المسلمين، رمى أبو دجانة بنفسه إلى داخل الحديقة التي تحصّن فيها أنصار مسيلمة، فانكسرت رجله، فقاتل وهو مكسور الرجل، وكان ممن شارك في قتل مسيلمة الكذاب، ثم قُتل يومئذ، وكان لأبي دجانة من الولد خالد أمه آمنة بنت عمرو بن الأجش البهزية السُلمية، وأما عن سهل بن حنيف فكان من النقباء، أى نقباء نبي الله صلى الله عليه وسلم، الاثني عشر وما سبقه أحد من قريش ولا من الناس بمنقبة واثنى عليه وقال لما مات جزع أمير المؤمنين على بن أبى طالب، عليه جزعا شديدا وصلى عليه خمس صلوات.