عاجل:انتفاضة برلمانية ضد وزير التعليم ومطالب بفتح تحقيق

عاجل:انتفاضة برلمانية ضد وزير التعليم ومطالب بفتح تحقيق

تصاعد الغضب تحت قبة البرلمان بعد وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية بمحافظة المنوفية، في واقعة فجّرت تساؤلات حول سلوك وزير التعليم خلال زيارة مفاجئة للإدارة.

 

نواب في البرلمان هاجموا وزير التعليم بشدة، واتهموه بسوء الإدارة والتعدي اللفظي، مطالبين بفتح تحقيق عاجل في ملابسات الوفاة، التي قالوا إنها جاءت نتيجة للتعنيف والإهانة.

 

طلب إحاطة وتحقيق عاجل

 

النائبة سناء السعيد، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، تقدمت بطلب إحاطة لكل من رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم، بشأن وفاة الأستاذ أسامة البسيوني، مدير إدارة الباجور التعليمية، مؤكدة أن ما تردد من شهادات شهود عيان يفيد بتعرضه لتعنيف من الوزير خلال زيارته لمدارس الإدارة، ما تسبب له في أزمة قلبية توفي على إثرها.

 

السعيد شددت على ضرورة اتباع نهج إداري يحترم كرامة العاملين في الحقل التعليمي، مطالبة بفتح تحقيق برلماني عاجل للوقوف على ملابسات الواقعة، وإحالة طلب الإحاطة إلى اللجنة المختصة بمجلس النواب لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

 

بيان عاجل وهجوم لاذع من النائب هاني خضر

 

في السياق نفسه، تقدم النائب هاني خضر، عضو لجنة الخطة والموازنة، ببيان عاجل إلى رئيس مجلس النواب، المستشار حنفي الجبالي، موجه إلى رئيس الحكومة ووزير التعليم، أشار فيه إلى أن الواقعة تمثل تعديًا لفظيًا علنيًا من الوزير ونائبه على الفقيد أمام العاملين، ما تسبب في وفاته، مؤكدًا أن هذه الواقعة تكشف عن غطرسة وكذب وسوء إدارة .

 

خضر اتهم الوزير صراحة بالكذب بعد بيان الوزارة الذي قال إنه زوّر الحقائق، متسائلًا عن حقيقة تكريم الوزير للفقيد ، وهي الرواية التي نفها محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، في شهادته الشخصية عبر صفحته على فيسبوك، مؤكدًا أن الوزير أمر مدير الإدارة بمغادرة المكان والتوجه للوزارة بشكل قاطع ومهين.

 

شهادة وكيل الوزارة تكشف تفاصيل صادمة

 

في منشور طويل، دوّن محمد صلاح، وكيل الوزارة بالمنوفية، ما وصفه بـ شهادة حق حول اللحظات الأخيرة للفقيد، مؤكدًا أن مدير الإدارة الراحل تواصل معه هاتفيًا عقب لقائه بنائب الوزير، الدكتور المحمدي، الذي وجه له لومًا قاسيًا وطلب منه المغادرة الفورية إلى الوزارة، ما تكرر لاحقًا أثناء عودة النائب إلى نفس الموقع، في مشهد يبدو أنه سبّب ضغطًا نفسيًا هائلًا للراحل.

 

صلاح أضاف أن الراحل أبلغه هاتفياً بتفاصيل المواجهة مع النائب، وأكد له أنه لم يغادر فورًا، إلا أن الضغط النفسي كان شديدًا، وأعقبه الوفاة مباشرة، مختتمًا شهادته بالتأكيد على أنه مسؤول أمام الله عن كل كلمة كتبها.

 

رد الوزارة: تعزية ونفي التعدي

 

في المقابل، أصدرت وزارة التربية والتعليم بيانًا مقتضبًا أكدت فيه تعازي الوزير محمد عبد اللطيف لأسرة الفقيد، مشيدة بأخلاقه والتزامه، ونافياً أي إساءة أو تجاوز وقع خلال الزيارة.

 

الوزارة شددت على أن الوزير لم يبد أي ملاحظات سلبية، بل أشاد بانضباط العملية التعليمية في المدارس التي زارها، ورافقه فقط مدير مدرسة الشهيد محمد عادل شبل، نافين وجود مواجهات مع الفقيد.

 

الواقعة لم تمر مرور الكرام، وتحولت إلى كرة ثلج تتدحرج داخل البرلمان، ما قد يضع وزير التربية والتعليم في مواجهة أزمة سياسية ومجتمعية.

 

بينما يطالب النواب بتحقيق فوري وشفاف، تواصل الوزارة تمسكها بروايتها الرسمية، في وقت تتصاعد فيه أصوات العاملين بالحقل التعليمي للمطالبة ببيئة تحترم آدميتهم وتقدّر جهودهم.