الدكرورى يكتب عن أبو عبد الله شرحبيل بن حسنة ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع أبو عبدالله شرحبيل بن حسنة، وأما عن الصحابي جنادة بن سفيان الخزرجي الأنصارى الجُمحي، وهو من بني زريق بن عامر بن زريق عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، وقد هاجر إلى الحبشة مع أبيه سفيان بن معمر، وأخيه جابر بن سفيان، وأمهم حسنة العدوية، وأخيه لأمه أيضا الصحابى الجليل شرحبيل بن حسنة، والسيدة حسنة العدوية، قد أسلمت بمكة قديما بمكة وبايعت، وهاجرت إلى أرض الحبشة مع أبيها الصحابي معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عريج بن عدى بن كعب القرشي العدوي، وكان شيخ من شيوخ بني عدى وقال له معمر بن ابي معمر ما قاله فيه علي بن المديني.
قال علي بن المديني، هو معمر بن عبد الله ابن نافع بن نضلة، وينسبونه معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف ابن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي، وأسلم قديما وتأخرت هجرته إلى المدينة، لأنه كان هاجر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة وعاش عمرا طويلا فهو معدود في أهل المدينة، وقد روى عنه سعيد بن المسيب، وبسر بن سعيد، وقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” لا يحتكر إلا خاطئ ” وكان معمر وسعيد يحتكران الزيت، فدل على أنه أراد بالحكرة الحنطة وما يكون قوتا في الأغلب، وحديث بسر عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” الطعام بالطعام مثلا بمثل ”
وكان الصحابى الجليل من كتاب الوحى، وكتاب الوحي هم مجموعة من الصحابة كانوا يكتبون ما يُمليه عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، من القرآن الكريم من غير زيادة ولا نقصان، ولا بد من اتصافهم بالأمانة والعقل الراجح والدين الكامل والتثبت، ومما يدل على كتابة القرآن الكريم في زمن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هو قوله “لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه” وقد اشتهر عدد من الصحابة الكرام رضى الله عنهم أجمعين، بكتابة القرآن الكريم ومن هؤلاء الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة، وشرحبيل بن حسنة هو أبو عبد الله شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن عمرو، وحسنة هي أمه وهو من حلفاء بني زهرة.
وقد أسلم في مكة وهاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة، وقد تميز شرحبيل بن حسنة بشجاعته وإقدامه ودليل ذلك جهاده في أرض الشام وقام بنشر الإسلام فيها وهزيمة الروم واحدارهم وقيل أنه فتح الأردن، كما أنه كان لا يخاف في الحقِ لومة لائم ومما يشهد له في ذلك موقفه مع عمرو بن العاص عندما حل الطاعون فأمر عمرو بن العاص المسلمين أن يتفرقوا فقال شرحبيل إنى قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمرو أضل من بعير أهله، واستشهد شرحبيل في معركة اليرموك طعنا وكان قد أصابه طاعون عمواس، وتوفي وهو ابن سبع وستين سنة، ولقد تعددت مواقف الصحابى شرحبيل بن حسنة، فمنها ما كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنها ما كانت مع الصحابة والتابعين، ومن بعض مواقف الصحابى شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه، أنه قيل إن الشفاء ابنة عبد الله لامت شرحبيل بن حسنة حيث حضرت الصلاة وما كان لا يزال شرحبيل في بيته، وكان شرحبيل زوج ابنتها، فقال لها لا تلوميني فإن لي ثوبان فاستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدهما، فقالت أنا ألومه وهذا شأنه فرد شرحبيل إنما كان أحدهما درعا فرقعناه، وهذا الموقف يدل على محبة شرحبيل للنبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وقيل أنه عندما أراد أبا بكر الصديق غزو الروم جاءه شرحبيبل بن حسنة رضي الله عنهما وأرضاهما، فسأله عن ذلك، فقال أبو بكر الصديق نعم لقد حدثت نفسي بذلك ولم أطلع عليه أحد، وما سألتني عنه إلا لشيء.