الجزء الخامس مع أبو عبدالله شرحبيل بن حسنة

الدكرورى يكتب عن أبو عبد الله شرحبيل بن حسنة ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع أبو عبدالله شرحبيل بن حسنة، ولما لقوا هذا العنت عادوا إلى الحبشة في ثمانين رجلا غير نساؤهم وأطفالهم، وكان شرحبيل بن حسنة ضمن أسرة سفيان الجمحي التي هاجرت إلى الحبشة الهجرة الثانية وقد أقاموا بالحبشة حتى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، فعند ذلك هاجروا إلى المدينة حيث استقروا بها بالقرب منه صلى الله عليه وسلم، وفي المدينة نزل شرحبيل بن حسنة وأسرة سفيان الجمحي على بني زريق وهم من قومهم أو من ربعهم، وقد لزم شرحبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن هاجر إلى المدينة وفيما بعد أصبح شرحبيل بن حسنة أحد كتاب الوحي، وكان شرحبيل بعد قيامه بكتابة الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

واحدا من خيار صحابته رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستعير منه ثوبه، وكان شرحبيل من قواد أبي بكر الصديق رضي الله عنهن وقد خرج أبو بكر رضي الله عنه إلى ذي العقبة، وذلك لتجهيز الجيوش الإسلامية لمحاربة المرتدين، وجعل يوزع الجند ويجعل على كل لواء أميرا فعقد أحد عشر لواء على رأسهم خالد بن الوليد وعقد لعكرمة بن أبي جهل وأمره بمسيلمة الكذاب باليمامة، فمضى كل أمير مع جيشه، وبعث أبو بكر في أثر كل منهم مددا يؤازرهم فكان في أثر عكرمة شرحبيل بن حسنة، وقد سار عكرمة إلى اليمامة ولم ير أن ينتظر شرحبيل وتعجل لقاء عدوه مسيلمة الكذاب الذي التف حوله أربعون ألفا من الجنود.

 

وكان عكرمة بطلا مجربا وفارسا مغوارا وقد اجتمع في لوائه أبطال لهم في الحروب بلاء، ولكنه لم يثبت لقوتهم بنو حنيفة أتباع مسيلمة، فكان نصيبه الفشل من جراء تعجله هذا، ولما كتب عكرمة لأبي بكر الصديق بالذي أصابه وأصاب جنده غضب وكتب إليه عاتبا على تعجله وعدم انتظار أخيه شرحبيل ورجاله، وكتب أبو بكر الصديق إلى شرحبيل بن حسنة يأمره بالمقام حتى يأتيه أمره، وقال أبو بكر لشرحبيل أيضا إذا قدم عليك خالد ثم فرغتم إن شاء الله فالحق بقضاعة حتى تكون أنت وعمرو بن العاص على من أبى منهم وخالف، وعندما قدم خالد بن الوليد على شرحبيل الذي انتظره وقد هيأ رجاله للقتال، وسار خالد بن الوليد نحو شرحبيل وتولى هو بنفسه قيادة المقدمة ومعه شرحبيل.

 

والتقى الناس واقتتلوا قتالا شديدا واصطدم شرحبيل بقوات مسيلمة من بني حنيفة وحلفائهم في عقرباء حيث أبلى في هذه المعركة أعظم البلاء وقد اخترق أبطال المسلمين صفوف مسيلمة الكذاب، حيث دخلوا الحديقة من حيطانها ونظروا فإذا بمسيلمة واقف في ظل جدار كأنه جمل أورق وهو لا يعقل من الغيظ فتقدم إليه وحشي بن حرب مولى جبير بن مطعم فأصابه وسارع أبو دجانة فضربه بالسيف فسقط فنادت امرأة من القصر، وا أمير الوضاء قتله العبد الأسود، فعند ذلك علموا بموته، وانتهت وقعة اليمامة بنصر المسلمين، ووقف شرحبيل يدعو الله الذي منح جنده النصر المبين وشرف سيفه بقتال أهل الكفر والنفاق والكذب،

 

وبعد أن انتهت حروب الردة فقد توجه المسلمون للجهاد في سبيل الله وإعلا كلمته فكان من نصيب الصحابى الجليل شرحيبل بن حسنة، هو الجهاد ضد الروم في بلاد الشام، وإن من أشهر المعارك التي خاضها شرحبيل بن حسنة هى معركة اليرموك، وكانت هذه المعركة بالذات كان شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه، أحد أفراد القوات الخاصة التي تقوم بالعمليات الصعبة والغارات الشديدة بها، فكان شرحبيل بن حسنة هو أحد مائة من أبطال المسلمين من المهاجرين والأنصار الذين وقع عليهم اختيار أميرهم وقائدهم خالد بن الوليد وجعلهم من فدائيي الإسلام كل فارس منهم يرد جيشا، في دمشق، وقدموا دمشق في المحرم من السنة الرابعة عشرة للهجرة.