الدكرورى يكتب عن أبو عبد الله شرحبيل بن حسنة ” جزء 6″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء السادس مع أبو عبدالله شرحبيل بن حسنة، وقدموا دمشق في المحرم من السنة الرابعة عشرة للهجرة، فسيطروا على غوطتها وما بها من كنائس وتحصن أهل الدينة وأغلقوا أبوابها فنزل خالد بن الوليد على بابها الشرقي في زهاء خمسة آلاف ضمهم إليه أبو عبيدة ونزل عمرو بن العاص على باب توما ونزل شرحبيل على باب الفردايس ونزل أبو عبيدة على باب الجابية، ويزيد بن ابي سفيان على الباب الصغير، وقد أبلى شرحبيل بلاء حسنا، وقد مضى القائد شرحبيل بن حسنة على رأس قوات كبيرة فهاجم بيسان فتحصن أهلها فحاصرهم أياما معدودات ولكن أهلها خرجوا للقتال ودار بينهم وبين شرحبيل ورجاله قتال ضار شهدت له الآفاق.
ولكن شرحبيل وجنده دحروهم في النهاية لأنهم جند الله، فلابد أنهم منتصرون، ومع نهاية معارك بطولية صالح أهل بيسان القائد شرحبيل بن حسنة فكتب لهم كتاب صلح على مثل صلح دمشق، وقد بلغت انتصارات القائد شرحبيل بن حسنة أهل طبرية فتهيؤا للصلح وتركوا فكرة القتال أمام شرحبيل، وكان عدد كبير من الصحابة قد أصيب بطاعون عمواس، هذا الطاعون الشديد الذي أصاب أعداد كبيرة من الناس، وقد أصيب فيمن أصيب منهم الصحابى الجليل شرحبيل بن حسنة ومعه معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وأبو مالك الأشعري ويزيد بن أبي سفيان، وقد كان شرحبيل في قتها أميرا على الأردن.
فلم تدم إمارته طويلا في الأردن فقد عاجله الطاعون فسقط شهيدا، وفارق الدنيا في السنة الثامنة عشرة للهجرة وقد بلغ من العمر سبعة وستين عاما، وقد اختلف في وفاته رضي الله عنه فقيل مات يوم اليرموك، وقيل طعن، أي مات بالطاعون هو وأبو عبيدة في يوم واحد وقد أختلف حول نسب شرحبيل بن حسنه كثيرا بين الإخباريين فقيل هو من كندة وقيل من تميم كذلك، ومملكة كندة هي مملكة عربية قديمة قامت في وسط الجزيرة العربية وكان ملوكها من قبيلة كندة، وقد انتزعت البحرين من المناذرة في العصر الجاهلي، ويعود ذكرها إلى القرن الثاني قبل الميلاد وذلك على أقل تقدير وقد لعبت دورا مفصليا عبر تاريخ العرب القديم.
خلافا للممالك العربية الجنوبية القديمة، وكان ملوك كندة أقرب إلى المشايخ ويتمتعون بهيبة شخصية بين القبائل أكثر من كونهم حكومة وسلطة مستقرة، وهذا بمعنى أن نظام المملكة قام على اتحاد يجمع قبائل عديدة، في مستعمرات متباعدة عن بعضها تترأسها أسر من كندة، وكانوا وثنيين قبل الإسلام وقد اكتشفت عدد من النصوص المسندية بلغة سماها اللسانيون شبه سبئية في عاصمتهم الأولى بقرية الفاو، وليس من الواضح ما إذا كانوا اعتنقوا اليهودية، إلا أنه من المؤكد أن جزءا منهم كان في جيش يوسف ذو نواس، وهناك دلائل أن الأقسام التي تواجدت شمال الجزيرة العربية كانوا مسيحيين، وقد سقطت مملكتهم قبيل الإسلام بزمن غير بعيد وتفككت لعدة إمارات،
وكان آخرها دومة الجندل وأميرها أكيدر بن عبد الملك، والصحابى الجليل شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن عبد الله بن الغطريف بن عبد العزى بن جثامة بن مالك بن ملازم بن مالك بن رهم بن سعد بن يشكر بن مبشر بن الغوث بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ورد انه كان يتميز بالشجاعة والفروسية وقد تولى قيادة الجيش الذي فتح الأردن وقام بقتال الروم في أرض الشام في عدة مواقع، وشرحبيل بن حسنة صحابي جليل وفاتح إسلامي عظيم اعتنق الإسلام في سنواته الأولي وهاجرة إلي الحبشه تميز بالشجاعة والإقدام والاستبسال في القتال.