الدكرورى يكتب عن طاهر بن أبى هالة التميمي ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع طاهر بن أبى هالة التميمي، وكان يُقال لمحمد بن صيفي، ابن الطاهرة، ويقصدون السيدة خديجة رضي الله عنها، لأنه سبطها، أى حفيدها، وقيل أن أبوه وصيفي بن أمية قد قتل يوم بدر، وهذا هو الثابت من أبناء السيدة خديجة رضي الله عنها من عتيق المخزومي وهي ابنتها هند أم محمد بن صيفي رضي الله عنهما، وكان بعد موت عتيق فقد تزوجت السيدة خديجة رضي الله عنها بأبي هالة هند بن زرارة التميمي، وكان اسم أبي هالة هو، هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غوي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، وقد قدم أبو هالة هو وأخوه عوف وأنيس، فحالفوا بني عبدالدار بن قصي بن كلاب، وأقاموا معه بمكة.
وليس كونهم حلفاء يغض من مكانتهم، بل إن الحليف قد تبلغ مكانته أن يكون زعيما على حلفائه كما هو حال الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة وزعيمها، ولذلك حين رجع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من الطائف أرسل إليه ليجيره ليتمكن من دخول مكة، فرفض وتعلل بأنه حليف، أي ليس أصيلا صريحا في مكة، واعتذر بأن الحليف لا يجير، ومن المؤكد أن الحليف يجير ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم وأعرف بعادات قومه وأعرافهم، وقد أجار ابن الدغنة أبا بكر الصديق رضي الله عنه وكان حليفا لبني زهرة كذلك، ولكن الأخنس أراد التنصل والاعتذار بأدب، وإلا فإن للحليف أن يجير، فكون آل النباش حلفاء لم يغض ذلك من مكانتهم.
ومما يدل على مكانة بني النباش التميميين، أي بني عبدالدار أنه قيل أن لهم ربع في جبل شيبة خلف دار عبدالله بن مالك الخزاعي، ولهم حق آل المرتفع، وكان قبل آل المرتفع لآل النباش بن زرارة التميميين، وكان آل النباش لهم عز وشرف في الجاهلية، وكان يقال في الجاهلية والله لأنت أعز من آل النباش بن زرارة، وأشار بيده إلى دور حول المسجد، فقال هذه كانت رباعهم، وقرب الدور من المسجد يدل على العز والجاه والثراء، وهي في رباع بني عبدالدار، فلعل السيدة خديجة رضي الله عنها سكنت في إحداها بعد زواجها من هند بن زرارة بن النباش التميمي، وقد ورثتها بعده كما ورثت من أمواله، وتزوج أبو هالة من السيدة خديجة بنت خويلد، فولدت له، هند، وهالة، وهما رجلين، فمات هالة.
وأدرك هند الإسلام فأسلم، وهو ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول أنا أكرم الناس أبا وأمّا، وأخا وأختا، فيقول أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمي خديجة، وأختي فاطمة، وأخي القاسم، رضي الله عنهم أجمعين، وكان هند بن أبي هالة فصيحا بليغا وصّافا، وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن وأتقن، وكان الحسن بن علي بن أبي طالب يحدث عنه يقول “حدثني خالي هند بن أبي هالة” وقد شهد هند بن أبي هالة بدرا، وقيل بل شهد أحدا، وقتل هند بن أبي هالة مع الإمام عليّ بن أبى طالب يوم الجمل، وقيل أنه كان لهند ابن اسمه هند أيضا، قال ابن عبدالبر عن رجل من بني تميم، قال “رأيت هند بن هند بن أبي هالة بالبصرة، وعليه حلة خضراء من غير قميص.
فمات في الطاعون، فخرجوا به بين أربعة لشغل الناس بموتاهم، فصاحت امرأة، واهند بن هنداه، وابن ربيب رسول الله، فازدحم الناس على جنازته، وتركوا موتاهم” ثم انقرضوا فلم يبقَ منهم أحدا، ومن لم تثبت نسبتهم للسيدة خديجة رضي الله عنهم أو توفوا صغارا من الزواج الثاني، وتذكر المصادر أيضا أن للسيدة خديجة رضي الله عنها أبناء من أبي هالة منهم هالة بن أبي هالة التميمي، والحارث بن أبي هالة، والطاهر بن أبي هالة، وزينب بنت أبي هالة، وأما هالة بن أبي هالة التميمي فقيل أنه مات، وقال آخرون أنه عاش وله صحبة، وعن تميم عن أبيه زيد بن هالة عن أبيه هالة بن أبي هالة أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو راقد فاستيقظ، فضم هالة إلى صدره، وقال هالة، هالة، هالة”