الدكرورى يكتب عن طاهر بن أبى هالة التميمي ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع طاهر بن طاهر بن أبى هالة التميمي، وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت، قدم ابن لخديجة يقال له هالة، والنبي صلى الله عليه وسلم قائل، فسمع في قائلته هالة، فانتبه، فقال هالة، هالة” وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت، استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف استئذان خديجة، فارتاع وفي لفظ مسلم، فارتاح لذلك، فقال اللهم هالة، قالت فغِرت، فقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيرا منها؟ رواه البخاري، ومسلم، وقيل أن هالة هى أخت السيدة خديجة رضى الله عنها، وقيل فى قوله “استأذنت هالة بنت خويلد”
وهي أخت السيدة خديجة، وكانت زوج الربيع بن عبدالعزى بن عبدشمس، وهو والد أبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد هاجرت إلى المدينة لأن دخولها كان بها، أي بالمدينة، ويحتمل أن تكون دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة حيث كانت السيدة عائشة معه في بعض سفراته، وأما الحارث بن أبى هالة فهو ربيب السيدة خديجة رضي الله عنها، وليس ابنا لها، بل هو ابن لزوجها أبي هالة التميمي، وأما الطاهر، فلم يروى خبره إلا سيف بن عمر التميمي، وقيل استخلافه من قِبل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على عك، وقيل لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان على مكة وأرضها عتاب بن أسيد والطاهر بن أبي هالة.
وكان عتاب على بني كنانة، والطاهر على عك، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” اجعلوا عمالة عك في بني أبيها معد بن عدنان” ومن أخباره هو استخلافه على عمل باذام في اليمن، ومنها حربه المرتدين في الأعلاب وشعره في الأخابث، وهذه الأخبار تنتهي إلى سيف بن عمر، وروى سيف في أوائل الردة، من طريق أبي موسى قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم خامس خمسة على مخاليف اليمن، أنا ومعاذ وطاهر بن أبي هالة، وخالد بن سعيد، وعكاشة بن ثور وأمرنا أن نتياسر، وأن نسير ولا نعسر، ونبشر ولا ننفر، وأن إذا قدم معاذ طاوعناه ولم نخالفه ” وأما زينب بنت أبي هالة فقد ذكرها ابن هشام قال وكانت قبله، أي النبي صلى الله عليه وسلم، عند أبي هالة بن مالك.
وهو أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم حليف بني عبدالدار، فولدت له هند بن أبي هالة وزينب بنت أبي هالة، وأما ابن إسحاق فلم يسمها، فقال فولدت له رجلا وامرأة، وقيل ليس لها ذكر فيما بعد، فلعلها توفيت صغيرة، ويبعد جدا أن تسمي خديجة رضي الله عنها ابنتين لها بنفس الاسم، وكلتاهما على قيد الحياة، فنخلص من ذلك كله أن الذين ثبتت نسبتهم إلى السيدة خديجة رضي الله عنها وعاشوا وأدركوا الإسلام هما اثنان، هند بنت عتيق من زوجها الأول، وهند بن أبي هالة من زوجها الثاني، وأما من ذكر أنه توفي صغير فابن لعتيق، وقيل أن السيدة خديجة كان لها من أبي هالة في عصر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هند وليس غيره من الذكور،
فعاش لها رضي الله عنها اثنان، والذين توفوا صغارا اثنان أو ثلاثة، وأضف إلى ذلك الترمّل مرتين، فهذه عواصف شديدة قد مرت بخديجة رضي الله عنها قبل زواجها من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، جعلتها امرأة جلدة حازمة صبورة كما وُصفت رضي الله عنها متحملة للمسؤولية منذ الصغر من تربية أيتامها ورعايتهم، وصيانة مالها وتنميته، ثم بعد ذلك ما أصابها من وفاة والدها وأخويها في حرب الفجار، وهذه الظروف غرست فيها أخلاق الحنو والرعاية، والتضحية والحماية، مع الاستقلالية والجلد والحزم، فزادتها نضجا على نضج، وكمالا على كمال، كمال الجبلة والطبيعة البشرية التي فطرت عليها، وكمال الأخلاق والخلال التي نشأت عليها.