مـآ غرگ بربگ آلگريـمـ..
بقلم إيمان عبد الحميد
مـآ غرگ بربگ آلگريـمـ..
إن الحقيقة الكونية المسلم بها فى هذه الدنيا هى وجود الله تعالى والإعتراف بل والإيمان بوجوده ووجوب عبوديته، ثم الإيمان بكتبه ورسله وملائكته، لهذا خلق الله الإنسان يقول الله سبحانه وتعالى فى الحديث القدسي {يا عبادي ما خلقتكم لأستكثر بكم من قلة، ولا لأستأنس بكم من وحشة، ولا لأستعين بكم علي أمر عجزت عنه، ولا لجلب منفعة، ولا لدفع مضرة، وإنما خلقتكم لتعبدوني طويلا وتذكروني كثيرا وتسبحوني بكرة وأصيلا} هذه حقائق شئنا أم أبينا والأصل فى جميع الأديان السماوية المنزلة الطاعة والإنصياع لأوامر الله فعندما شرع الله الصلاة ما كان ليزيده شيئا أو ينقصه سبحانه كذلك عندما أقر الزكاة ما كان من جوع أو ليطعم سبحانه وتعالى منها، يقول تعالى فى سورة الحج بسم الله الرحمن الرحيم {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}(37) صدق الله العلى العظيم.
إذاً خُلِقَ الإنسان للطاعة لا للتمرد، خلق للإحسان لا للفساد، خلق ليتدبر لا ليدبر، خلق ليطيع لا ليعصى، يقول الحق جل وعلا فى محكم التنزيل بسم االله الرحمن االرحيم{وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون} (الذاريات، الآية 56)، إذ قصر الله الغاية من خلق الإنس والجن على عبادته، عبادته وحده والولاء له لا لغيره.
طالعتنا وسائل الإعلام منذ أيام قليلة بخبر وفاة شخص نأسف بإنتمائه لبنى البشر شخص من العصاة العتاة الجبارين المتجبرين شخص كفر وجهر بكفره فقال إنى إمرؤ كافر، ولن أترك قلمى يتحدث عن مثل هذه الشخصيات فهى لا تستحق الذكر ولا تستحق أن تستهلك حروفا من اللغة الطاهرة تلك التى صيغ بها القرءان ونزل بها من رب السموات والأرض، ولكن الذى يستحق الحديث هو سؤال يفرض نفسه ويلح علينا أن نجيبه، كيف لنفس بشرية ضعيفة أن تغتر بنفسها وتتحدى ربها؟ ماهذا الجبروت وكيف كل ذلك التسلط وكيف لنفس أن تضل بمثل هذه الطريقة؟!
كيف لنفس ضعيفة أن تتجبر على رب خالق وكيف تصل الغشاوة على القلب إلى هذا الحد؟!
حقيقةً أنى مشفقة جدا على مثل هذه النفس إذ كيف قابلت ربها وكيف تلقت الموقف وكيف لها أن ترد على الملكين وكيف لها أن تقضى ما تبقى على قيام الساعة وإذا ما قامت ما وضعها وكيف ستتحمل الحساب وما وضعها عند الطراط؟!
إنا لله وإنا إليه راجعون، حقا إنا لله وما لنا فى أنفسنا من شئ وإنا إليه راجعون وسنرجع وسنقابل رب كريم شئنا أم أبينا فعلينا أن نستعد لمثل هذا اليوم ونذكى أنفسنا ونكبح لجامها ونذكرها دأئما بحقيقة أنها ضعيفة هينة لا تساوى شيئا أمام عظمة الله وجبروت ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم.
أحبتى فى الله لقد خلق الله الإنسان ووهبه كل حواسه بل ووهبه شيئا عظيما لا نعلم عنه شيئا وعِلمه عند الله وهو الروح يقول الله تعالى فى سورة الإسراء بسم الله الرحمن الرحيم{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}(85)صدق الله العلى العظيم.
فكيف لنا أن نكون منحة ربانية من الشعرة أهون شئ فى جسدنا حتى الروح التى هى أسمى وأعظم شئ خلقه الله تعالى، كل ذلك ملك لله تعالى ثم نعصى بل نكفر ونستهين بالذات الإلهية بالألفاظ والأقوال، كيف لهذه النفس أن تتطرق لذات منزهه عن كل عيب ما الذى قواها وأغواها وكيف لها أن تضل بهذه الطريقة وتعلن ضلالها، يقول الله تعالى فى كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم.{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [ الانفطار]
الإجابة الوحيدة على كل ما سبق من أسئلة هو أن هذه النفوس مغضوب عليها فَضَلت الطريق وأستحبت الضلال على الهدى وتلك الغاوية مهما تطرقت إليها بسبل الهداية لن تهتدى ومهما تطرق إليها رجال دين أو منظمات إسلامية لأن هناك من سأل أين الأزهر،لن يجدى صدقونى ولن تهتدى لأنها ألهمها فجورها وطغواها وكسى الران قلوبها فاضحت كالدواب بل أضل لأن الدابة تسبح ربها، يقول الله تعالى: “وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (القصص: 50). صدق الله العلى العظيم، إذا فهى مسألة محسومة وعَلِمَها الله وذكرنا بها من قبل أن تحدث.
فنسأل الله العلى العظيم أن ينجى الأمة من مثل هؤلاء الأفات وأن يجعل كيدهم فى نحورهم، كما أسأله سبحانه أن يتلطف بهم فهم نفوس ضعيفة لا تقوى على عقاب الله وغضبه وحسابه، كما أسأل الله لى ولكم الهداية وحسن الخاتمة إنه ولى ذلك والقادر عليه.