لُبابة الكبري بنت الحارث ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن لُبابة الكبري بنت الحارث ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

لُبابة الكبري بنت الحارث ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع السيدة لُبابة الكبري بنت الحارث، وشهد الفضل بن العباس مع الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وأردفه صلى الله عليه وسلم وراءه من جمع المزدلفة، إلى منى، فيقال له رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد غسل النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الفضل جسيما وسيما، وكان يقال من أراد الجمال والفقه والسخاء، فليأت دار العباس، الجمال للفضل، والفقه لعبد الله، والسخاء لعبيد الله، وله ذكر في كتب الحديث، فقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أربعة وعشرين حديثا، وروى عنه أخوه عبد الله، وأبو هريرة وربيعة بن الحارث، وعباس بن عبيد الله بن العباس وغيرهم، وكانت السيده لبابه الكبرى بنت الحارث، أختها هى لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية العامرية الهوزانية.

وهي لبابة بنت الحارث بن حزن بن البجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبيد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وهى أمها فاختة بنت عامر بن معتب بن مالك الثقفي، وقد تزوجها الوليد بن المغيرة والد الصحابي الجليل خالد بن الوليد، وكانت تلقب بالعصماء وهي أم لستة أخوة وبنتان، وتسمى بالسيده لبابه الصغرى تمييزا لها من أختها لبابة الكبرى، وكانت السيده لبابه الكبرى، هى أخت السيده أسماء بنت عميس الخثعمية، وهى صحابية كانت زوجة لجعفر بن أبي طالب ثم لأبي بكر الصديق ثم لعلي بن أبي طالب، وقد هاجرت أسماء للحبشة ثم إلى يثرب، لذا فتكنى بصاحبة الهجرتين، وأيضا السيده لبابة الكبرى هى أخت السيده سلمى بنت عميس الخثعمية وهى صحابية جليله.

وكان أبوها عميس بن معد بن تميم بن الحارث بن شهران بن خثعم، وكانت أمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش، وقد أسلمت سلمى قديما مع أختها أسماء بنت عميس، وتزوجت سلمى من حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، فولدت له ابنته أمامة التي كانت بمكة فأخرجها علي بن أبي طالب في عمرة القضاء، فأختصم فيها علي وزيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وأراد كل واحد ضمّها إليه وكفالتها، فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم، لجعفر بن أبي طالب لأن خالتها أسماء بنت عميس كانت زوجته، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم “إن المرأة لا تنكح على عمتها ولا على خالتها ” .

وبعد استشهاد حمزة بن عبد المطلب، في غزوة أحد سنة ثلاثه من الهجره، تزوجها شداد بن الهاد الليثي، فولدت له عبد الله بن شداد، والسيده سلمى هي الأخت الصغرى لأسماء بنت عميس، وهي أيضا أخت غير الشقيقة لأم المؤمنين زينب بنت خزيمة، وأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، التى كانت آخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت السيده لبابة الكبرى هي أخت السيده ميمونة بنت الحارث، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان زاوجها منه عام سبعه من الهجره، وأيضا أخت أم المؤمنين وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت السيده لبابة الكبرى هي التي ضربت أبا لهب بعمود، فشجته، حين رأته يضرب أبا رافع مولى رسول الله.

صلى الله عليه وسلم، في حجرة زمزم بمكة، على أثر وقعة بدر، وكان موت أبي لهب بعد ضربة أم الفضل له بسبع ليال، والسيده لبابة الكبرى يقال إنها أول امرأة أسلمت بعد السيده خديجة بنت خويلد، وقيل أنه كان صلى الله عليه وسلم، يزورها ويقيل عندها، وكانت من المنجبات، وقد ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امرأة مثلهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، يزورها، وحينا شك الناس في صيام النبي صلى الله عليه وسلم، يوم عرفة، أرسلت له قدحا من لبن فشرب منه في هذا الموقف، فعرفوا أنه لم يكن صائما، وعن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.

” الأخوات الأربع مؤمنات، أم الفضل وميمونة وأسماء وسلمى ” فأما ميمونة فهي أم المؤمنين وهي شقيقة أم الفضل وأما أسماء وسلمى فأختاهما من أبيهما وهما بنتا عميس الخثعمية، وقد توفيت السيده لبابة الكبرى فى عام ثلاثين من الهجره، وقيل أنها ماتت في خلافة عثمان بن عفان، قبل وفاة زوجها العباس بن عبد المطلب، رضى الله عنهم أجمعين، ومن أخبار أم الفضل رضي الله عنها، أن أم الفضل، رأت في منامها حلما عجيبا، فذهبت لتوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت يا رسول الله، رأيت فيما يرى النائم كأن عضوا من أعضائك في بيتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيرا رأيت، تلد فاطمة غلاما وترضعيه بلبن قثم” وخرجت أم الفضل بهذه البشرى الكريمة.

وما هي إلا فترة وجيزة حتى ولدت فاطمة، الحسين بن علي رضي الله عنهما فكفلته أم الفضل، فقالت أم الفضل فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو ينزيه ويقبله، إذ بال على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال “يا أم الفضل أمسكي ابني فقد بال علي” قالت فأخذته، فقرصته قرصة بكى منها، وقلت آذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلت عليه، فلما بكى الصبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا أم الفضل آذيتني في بني، أبكيته” ثم دعا بماء، فحدره عليه حدرا، ثم قال “إذا كان غلاما فاحدروه حدرا، وإذا كان جارية فاغسلوه غسلا ” فرضى الله عنها وأرضاها.