هند بنت عمرو بن حرام ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن هند بنت عمرو بن حرام ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

هند بنت عمرو بن حرام ” جزء 1″

السيدة هند بنت عمرو بن حرام الأنصارية رضي الله عنها، وهى صحابية جليلة، وقد تزوجها الصحابي الجليل عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام، فولدت له، وقتل عنها يوم أحد، فهى هند بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وهي أم خلاد، وهى عمة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله، وعمة أم معاذ بنت عبد الله، وأخت عبد الله بن عمرو، واخت لميس بنت عمرو، واخت الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة واخت أم عمرو بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة وأمها هى السيده هند بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، والسيده هند بنت عمرو كان أخوها هو عبد الله بن عمرو بن حرام وهو صحابي من الأنصار من بني حرام بن كعب من بني سلمة من الخزرج، وقد شهد بيعة العقبة الثانية.

وكان فيها أحد نقباء الأنصار مع البراء بن معرور عن بني سلمة، ثم شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوة بدر، وقتل يوم أحد، وكان أول من قتل يومها، وقد قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السلمي، وكفن هو وعمرو بن الجموح في كفن واحد، وكان لعبد الله بن عمرو من الولد جابر وكانت أمه هى السيده أنيسة بنت غنمة بن عدي الخزرجية، وكان عبد الله أحمر اللون أصلع ليس بالطويل، وقد روى ابنه جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال له “ألا أخبرك أن الله كلم أباك كفاحا، فقال “يا عبدي، سلني أعطك ” قال ” أسألك أن تردني إلى الدنيا، فأقتل فيك ثانيا، فقال ” إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون ” قال يا رب، فأبلغ من ورائي ” فنزلت الآية الكريمة ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”

وكما مر النبي صلى الله عليه وسلم، بأخت عبد الله، وهى السيده فاطمة بنت عمرو وهي تبكيه، فقال ” تبكيه أو لا تبكيه ” ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها، حتى رفعتموه” وكانت السيده هند بنت عمرو، كان زوجها هو عمرو بن الجموح وهو صحابي جليل، وهو أحد زعماء المدينة وسيد من سادات بني سلمة، وشريفا من أشرافهم، وواحد من أجواد المدينة، وقد كان آخر الأنصار اسلاماً، وكان مصاهرا لعبدالله بن عمرو بن حرام، وفي يوم أحد أراد عمرو الخروج للغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان برجل عمرو عرج، فمنعه بنوه، إلا أن عمرو بن الجموح أبى إلا أن يشهد المعركة مع أبنائه الأربعة، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ” أرأيت إن قتلت اليوم أطأ بعرجتي هذه الجنة؟ قال صلى الله عليه وسلم ” نعم ” قال فوالذي بعثك بالحق.

لأطأن بها الجنة اليوم إن شاء الله، ثم قاتل حتى قتل، وكان عمرو بن الجموح سيد بني سلمة، فهو ابن الجموح بن زيد بن حرام بن كَعب بن غنم بن كَعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد، وهو من سادات بني سلمة وأشرافهم، وكانت أمه هى السيده رُهم بنت القين بن كعب بن سواد، من بني سلمة، وكان له من الأخوة إدام بنت الجموح وهي شقيقته لأب وأم، وتزوجها مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة، وقد أسلمت أدام، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عمرو بن الجموح سيد بني سلمة قبل الإسلام، ولما قدم مصعب بن عمير إلى يثرب مبعوثا من النبي صلى الله عليه وسلم، ليُعلم أهل يثرب الإسلام، بعث إليه عمرو بن الجموح، فقال ما هذا الذي جئتمونا؟ فقال مصعب إن شئت جئناك، فأسمعناك القرآن، فقال نعم.

فقرأ مصعب أول سورة يوسف، فقال عمرو إن لنا مؤامرة في قومنا، وكان فتيان بني سلمة فيهم ابنه معاذ ومعاذ بن جبل قد أسلموا، فكانوا إذا ذهب الليل دخلوا إلى بيت الصنم، فيطرحونه في أنتن حفرة مُنكسا، فإذا أصبح عمرو غمّه ذلك، فيأخذه، فيغسله ويُطيّبه، ثم يعودون لمثل فعلهم، فخرج ودخل على صنمه مناف، فقال يا مناف، تعلم ما يريد القوم غيرك، فهل عندك من نكير؟ ثم قلده السيف وخرج، فقام أهله فأخذوا السيف، فلما رجع قال أين السيف يا مناف؟ ويحك، إن العنز لتمنع إستها، والله ما أرى في أبي جعار غدا من خير، ثم قال لأهله إني ذاهب إلى مالي، فاستوصوا بمناف خيرا، فذهب، فأخذوه فكسروه وربطوه مع كلب ميت وألقوه في بئر، فلما جاء قال كيف أنتم؟ قالوا بخير يا سيدنا، طهر الله بيوتنا من الرجس، فقال عمرو والله إني أراكم قد أسأتم خلافتي في مناف.