خلل ترآگمـى.. 

خلل ترآگمـى.. 

بقلم إيمان الشيخ

سمعت خبرا صدمنى وأثار

دهشتى وذكرنى بقصة لشاب

كان من أسرة عريقة فجده

لأبيه الشيخ حسن العطار أول

شخصية غير مصرية تتقلد

مشيخة الأزهر وكانت له

مؤلفات و تلاميذ لا يستهان بها

فيكفى أنه تتلمذ على يده

الشيخ رفاعة الطهطاوى

لنتخيل سويا أن مثل هذه

الشخصية يكون له حفيد

جاسوس إسرائيلي  ومرتد عن

الإسلام نعم عصام محمد

العطار الذى تم القبض عليه

ومحاكمته فى عام

2007،ليست هذه قضيتى

فقضيتى أشبه بتلك القصة

ولكن الشئ بالشئ يذكر، الخبر

عن شاب عشرينى والده

مهندس مرموق والأم تعمل فى

مجال التدريس مربية وأشهد

لها بالإحترام فهى سيدة  فى

العقد الخامس من عمرها تخرج

على يديها أطباء وصيادلة

ومهندسين، أسرة لم نسمع عنها

إلا الخير ومالنا إلا ما نرى

ونسمع فالباطن يعلمه الله وهو وحده سبحانه أحق به

وبالمحاسبة عليه، لنتخيل أن

أسرة بمثل هذه الأخلاق وبهذا

القدر  من التعليم والأم مربية

فاضلة  يخرج منها شاب فاسد

فاشل يتضور ألما كل من تعامل

معه وعامله من زملائه لأسرته

لجيرانه وكل من فى محيطه،

والسؤال ما السبب وكيف هذا

وكيف هذا من ذاك؟بمعنى كيف

هذا الزرع من هذه الأرض؟

 

والإجابة التى لا تقبل نقاش أو شد وجذب هى عندما تخرج

هذه الشخصية من مثل هذه

الأسرة فهناك خلل وخلل ليس وليد اليوم بل هو تراكمى، خلل فى الأسرة ربما لم نلاحظه، خلل فى البيئة نفسها التى نشأ فيها الشاب خلل فى المحيط الذى هو نفسه يتضور ألما من الشاب.

أحبتى فى الله لنعلم أن الحصاد من الزرع فمن زرع عنبا لا يحصد مراً الخلل تراكمى من الزراعة وحتى الإنبات وفى مختلف مراحل النمو فالتنشئة السليمة تبدأ من قبل الزرع من إختيار الأرض التى سنرمى فيها الزرع مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” تخيروا لنطفكم وانظروا أين تضعونها ، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن ، وانكحوا الأكفاء ، وانكحوا إليها. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا فى إختيار الأم أما إذا ما أصبحت زوجة فقد أوصى معلم البشرية  بذكر الله والتسمية كلما يأتى الرجل أهل بيته، فقد جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً» رواه البخاري ومسلم.

أحبتى فى الله عندما يكون المر حصاد الأسر المحترمة فحتما هناك خلل عين بين ليس وليد اليوم ولا البارحة، خلل فى الدين فى العلاقة مع الله، خلل فى المجتمع خلل فى البيئة التى تتضور ألما من الشخصية وتنفر منها، خلل فى الأعماق فليس كل ما يطفو على الشخصية هو إنعكاس لما بداخلها فهناك بعض الشخصيات تخفى أضعاف ما تبدى إلا من رحم ربي فعلينا وعلى كل أسرة مسلمة أن تبحث بداخلها عما إذا كان هناك خلل دفين فتصلحه ليس بداخلها فقط بل وحولها وحول أبنائها وعليها أن تحوط على أبنائها تعاشرهم وتتعايش معهم وتعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاعبهم لسبع وتضربهم وتشد عليهم لسبع مع قليل من الرأفة حتى نكون كالذى  جاء ليقوم الإعوجاج كسر ثم نصاحب وننصح لسبع فإذا ما فعلنا ذلك إحتوينا الشخصية وجعلناها تعيش بداخلنا وتحت أعيننا فلا يخرج لنا مثل هذا المخلوق الذى يؤذى أينما حل ، نسأل الله العفو والعافية وأن يغنمنا السلامة وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحفظك أبناءنا وابناء المسلمين إنه ولى ذلك والقادر عليه.