عاشت في كندا لأكثر من 35 عاما ووصلت إلى منصب عميد كلية الهندسة في جامعتين بكندا

عاشت في كندا لأكثر من 35 عاما ووصلت إلى منصب عميد كلية الهندسة في جامعتين بكندا

متابعة/أيمن بحر

 

سيدة مصرية تبلغ من العمر (68 عاما) وعاشت في كندا لأكثر من 35 عاما ووصلت إلى منصب عميد كلية الهندسة في جامعتين بكندا وعادت لمصر منذ 10 سنوات وأصبح شغلها الشاغل الآن محاربة القمامة في شوارع القاهرة.

وخلال البحث عن أفضل الطرق لمحاربة القمامة واجهت تيسير أبو النصر الكثير من الصعوبات والعراقيل وخاضت العديد من المغامرات.

وأبو النصر من مواليد عام 1954 تخرجت قسم الكهرباء بكلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1976 ثم عملت كمعيدة في نفس الجامعة لمدة عام وسافرت بعدها إلى كندا كأستاذة جامعية وترقت في المناصب العلمية حتى وصلت إلى منصب عميدة كلية الهندسة في جامعتين هناك.

بقاء تمدد

وقالت أبو النصر : رجعت إلى مصر أواخر 2011 وكان هدفي البقاء فيها لمدة سنة واحدة فقط لكنني قررت الاستمرار في مصر ولما رجعت مصر سكنت في شقة كانت والدتي اشترتها لي منذ فترة كبيرة على كورنيش النيل في المعادي وكنت متوقعة أن المعادي هتكون أجمل المناطق وخصوصا حينما أسكن شقة على النيل.

وتابع: لكن لما رجعت تفاجأت من حال النظافة في مصر، كانت هذه مشكلة كبيرة بالنسبة لي أن أشاهد أن الناس يلقون القمامة في الشوارع ولا توجد قواعد للتعامل مع هذا الأمر، فأنا عشت 35 عاما في كندا ولم يكن موجود هذا الكلام ومن ثم فعقلي لم يقدر على استيعاب هذا الأمر”.

وقالت: في البداية كنت أقود سيارتي وأتتبع من يلقون القمامة من نوافذ سياراتهم في الشارع وأقوم بالتشاجر معهم ولومهم على هذا الأمر وكان ذلك يضعني في الكثير من الحرج والكثير منهم كان يتعامل معي على أني مجنونة، فهم لا يتصورون أن من يعيش في الخارج تكون لديه صورة في خياله عن بلده ليست تلك الصورة السيئة التي يعيشها الآن ولا يتخيل إلثقاء القمامة في الشوارع.وأوضحت أبو النصر: “بدأت بعد ذلك في جمع القمامة من المنطقة حول البرج الذي أسكن فيه وأقوم بتسليمها لرجال الأمن المسؤولين عن المنطقة لحثهم على الانتباه لمنع من يلقون القمامة في الشارع بعد ذلك، ثم بدأت في شراء أدوات لجمع القمامة من الشوارع وخضت في سبيل ذلك مغامرات وصولات وجولات.

وقالت عميدة كلية الهندسة السابقة في كندا: اتفقت مع جامعي القمامة بعد ذلك على جمعها من الشارع قرب منطقة سكني واشتريت أشجار لزراعتها مكان القمامة، والمفاجأة أن الأشجار تمت سرقتها في اليوم التالي ثم اشتريت زجاجات المياه الكبيرة حجم الجالون وحولتها لصناديق قمامة وقمت بتعليقها في أعمدة الإنارة بالشوارع وتمت سرقتها أيضا.

واستطردت: خضت محاولات كثيرة وفشلت واستعوضت ربنا وقلت إنني لن أستطيع عمل تغيير كبير حتى فكرت في التواصل مع إدارة حي المعادي وتعاملت مع 7 رؤساء أحياء متتاليين تغيروا منذ 2012 وحتى الآن وتفاوت الأمر من رؤساء أحياء تجاهلوني تماما ورؤساء تعاملوا معي بلطف شديد ولكنهم لم يفعلوا شيئا وغيرهم عملوا الكثير وعملوا أكثر مما تخليت.

وأكدت أن أحد رؤساء الأحياء كان متعاونا معها بشدة ومتحمس لما تفعله وبدأت معه تنفق من مالها الخاص على رصف مناطق قرب سكنها وتزيينها ودهان الحوائط بالشوارع وزرع شجر للزينة.

وتابعت: أن الحي في عهد رئيسه هذا قام بتعليق صناديق قمامة مستوردة من الخارج على أعمدة الإنارة إيمانا بفكرتي وشعرت وقتها بسعادة كبيرة حتى كانت الصدمة بأنه تمت سرقتها.

واسترسلت أنها بحث في الأمر فوجدت أن هذه الصناديق باهظة الثمن ومطمع للسرقة ولا تلائم البيئة المصرية كما أن تصميمها يشجع على تخريبها أو سرقته. وقالت: بدأت استغلال دراستي كمهندسة من أجل تصميم صناديق قمامة ضد السرقة والتخريب والإتلاف فبحثت في شوارع القاهرة عن كل صناديق القمامة المستمرة والتي لم تتعرض للسرقة أو الإتلاف فتوصلت إلى أن صندوق القمامة المثالي يجب أن يكون عديم القيمة ولا يشجع على السرقة وصعب سرقته في الوقت ذاته وكذك سهل تفريغه وأن يكون ضد الكسر والتلف.

وتابعت أنها بحثت بعد ذلك عن م ينفذ لها تصميم صناديق قمامة بهذه المواصفات حتى وصلت إلى ورشة في المرج شمال القاهرة وذهبت إلى الفنيين العاملين فيها وجلست معهم وقالت لهم: أنا لست مجنونة ولكن أبحث عن تصميم صندوق قمامة بمواصفات معينة وشرحت لهم مطالبي فقاموا بتصميم 5 صناديق كتجربة.

واستطردت: ذهبت بعد ذلك للحي فكان رئيسه المتعاون قد تغير، فسلمتهم الصناديق لتعليقها على الأعمدة كتجربة وإن نجحت يتم تعميمها ولكن للأسف لم يتم تعليقها على الأعمدة إلا بعد عام نصف من المحاولات المضنية.

وقالت: والآن الصناديق معلقة منذ أكثر من 6 أشهر وأثبتت نجاحها بالفعل وأشعر بسعادة بالغة حينما أمر عليها يوميا للاطمئنان وأجدها في مكانها والناس يستخدمونها وأتمنى أن يتم تعميمها في كل مصر لتحقيق حلمي في صندوق قمامة مثالي يتفق مع الطبيعة المصرية.