عقبه بن عامر الجهني ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن عقبه بن عامر الجهني ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

لقد كانت هناك من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين من يكتبون القرآن الكريم ويكتبون الرسائل للنبى المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الرسائل إلى الملوك والأمراء فقد أرسل صلى الله عليه وسلم، إلى النجاشي ملك الحبشة وقد أرسل كتابه مع عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه، ولقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس حاكم مصر بكتابه مع حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، فقال المقوقس خيرا، ولم يسلم، وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم مارية القبطية، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم برسالة إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغسانى صاحب دمشق.

فقال شجاع رضي الله عنه، فانتهيت إليه، وهو بغوطة دمشق، فقرأ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رمى به، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم، سليط بن عمرو العامري رضي الله عنه بكتاب إلى هوذة بن علي الحنفي عند مقدمه من الحديبية, فأكرمه، كما أرسل النبى صلى الله عليه وسلم، أبا العلاء الحضرمي رضي الله عنه بكتابه إلى المنذر بن ساوي العبدي أمير البحرين بعد انصرافه من الحديبية، فاستجاب لكتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأسلم معه جميع العرب بالبحرين، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه بكتابه إلى جيفر وعبد ابني الجلندي الأزديين بعمان فأسلما.

 

وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم سليط بن عمرو إلى ثمامة بن أثال وهوذة بن علي الحنفيين ملكي اليمامة، كما بعث شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك في الشام، وكما أرسل النبى صلى الله عليه وسلم، أبو موسى الأشعري ومعاذ بن جبل، إلى اليمن داعيين إلى الإسلام، فأسلم عامة أهل اليمن وملوكهم طوعا من غير قتال، وقال الطبري في تاريخه، وقد اختلف تلقي الملوك لهذه الرسائل، فأما هرقل والنجاشي والمقوقس، فتأدبوا وتلطفوا في جوابهم، وأكرم النجاشي والمقوقس رُسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرسل المقوقس هدايا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما كسرى لما قرئ عليه الكتاب مزقه.

 

وقال ابن المسيب رضى الله عنه ” فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق” رواه البخاري، وقد انطلق سفراء النبي صلى الله عليه وسلم، يحملون بشائر الهدى وأنوار الهداية، من خلال رسائل وخطابات مختومة بختم النبي صلى الله عليه وسلم، تحمل في طياتها دعوته صلى الله عليه وسلم وحرصه على إسلام هؤلاء الملوك، وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لسفرائه قائما على مواصفات يتحلون بها، من علم وفصاحة، وصبر وشجاعة، وحكمة وحسن تصرف وحسن مظهر، ويقول ابن حجر في كتابه الإصابة، عن دحية الكلبي رضي الله عنه سفير النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم، كان يُضرب به المثل في حسن الصورة.

 

وكان مع حسن مظهره فارسا ماهرا، وعليما بالروم، وعبد الله بن حذافة رضي الله عنه الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى، كان له دراية بالفرس ولغتهم، وكان مضرب الأمثال في الشجاعة ورباطة الجأش، وأما حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك مصر، فقد قال في وصفه ابن حجر، كان هو أحد فرسان قريش وشعرائها في الجاهلية، وكان له علم بالنصرانية، ومقدرة على المحاورة، وأما عن الشخصية التى سنتحدث عنها فى هذا المقال هو عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن رفاعة بن مودوعة بن عدي بن غنم بن ربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجُهني اليماني.