الرئيس الروسي رجل المخابرات القوي عرف من أين تؤكل كتف امريكا

الرئيس الروسي رجل المخابرات القوي عرف من أين تؤكل كتف امريكا

بقلم / علاء الدين محمد ابكر

الرئيس الروسي رجل المخابرات القوي عرف من أين تؤكل كتف امريكا

الكتف تؤكل من أسفلها، لا من أعلاها، أما أكلها من أعلاها فهو خطأ كبير؛ لأن المرق يكون بين لحم الكتف وعظمه، فإن بادرتَ إلى أكلها من أعلاها جَرَت المرقة، وانصبّت وضاعت هدراً، وإن أخذتها من أسفلها؛ انقشرت عن عظمها وبقيت المرقة ثابتة مكانها فوق العظم، وتكون بذلك تمكنت من اللحم والمرق معاً وعلي ضوء تلك الحكمة استند الرئيس الروسي فلادمير بوتين في ادارة ملف الازمة مع الولايات المتحدة وحلفائها حول انضمام اوكرانيا الي حلف شمال الأطلسي

فالرئيس الروسي رجل داهية عرف كيف يستغل سلاح امريكا المفضل لديها باستغلالها لمنظمة الامم المتحدة ومجلس الامن بشكل خاص الذي يسارع باصدار قرارت دولية تصب في خدمة مصالح الولايات المتحدة وحلفائها بهدف تركيع الشعوب الحرة وهذا نوع من انواع الاستعمار الجديد ظهر عقب الحرب العالمية الثانية ، لقد استند الرئيس الروسي فلادمير بوتين

علي ثغرة قانونية دخل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي اصبح حيز النفاذ في يوم 23 مارس/ 1976 وقد نص على حق تقرير المصير حيث جاء في المادة (1) التي تقول ان لجميع الشعوب الحق في تقرير المصير. وبمقتضى هذا الحق يحددون بحرية وضعهم السياسي ويسعون بحرية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي الفقرة الثانية هناك نص هام يقول يمكن لجميع الشعوب، تحقيقاً لغاياتهم، بالتصرف الحر بثرواتهم ومواردهم الطبيعية دونما إخلال بأية التزامات منبثقة عن مقتضيات التعاون الاقتصادي الدولي القائم على مبدأ المنفعة المتبادلة وعن القانون الدولي. ولا يجوز في أي حال من الأحوال حرمان أي شعب من وسائل عيشه. والفقرة الثالثة هي الاكثر اهمية وتقول على الدول الأطراف في هذا العهد، بما فيها تلك التي تقع على عاتقها مسئولية إدارة الأقاليم المشمولة بالوصاية، تشجيع إحقاق الحق في تقرير المصير، وأن تحترم هذا الحق، بما يتماشى مع أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومن تلك البنود الدولية الداعمة لحق تقرير المصير استند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتراف بلاده باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا، دونيتسك ولوغانسك، حيث وقع على مرسومين باعتراف روسيا بالجمهوريتين، طالبا من مجلس الدوما الاعتراف الفوري بهذا القرار وبدون شك فان دعم روسيا لاستقلال الجمهوريتين يعتبر تصرف في غاية الاحترافية فروسيا دولة تملك العضوية الدائمة في مجلس الامن الدولي مثلها مثل الولايات المتحدة اذا بالتالي ليس امام مجلس الامن الدولي غير قبول الامر الواقع في اوكرانيا ، لقد كان المخطط الامريكي يعتمد علي جر روسيا الي حرب برية مفتوحة كما كان يصرح الرئيس الامريكي بايدن عندما قال ان لديه معلومات استخابراتية حول موعد الهجوم الروسي علي اوكرانيا و ذهب الي ابعد من ذلك عندما قام بتحديد تاريخ التاسع عشر من شهر فبراير ليكون ساعة صفر لاندلاع للحرب ولكن دهاء ومكر الجانب الروسي جعل المخابرات الامريكية تظهر امام العالم كالمهرج لتستحق ان نطلق عليها (مسيلمة) العصر حيث كانت المخابرات الامريكية قبل اشهر قامت بعمل تقيم للموقف العسكري في افغانستان وامكانية صمود العاصمة الافغانية كابول امام زحف قوات حركة طالبان لفترة قد تمتد الي ثلاثة اشهر ولكن فجاة حدث اجتياح سريع من قوات حركة طالبان للعاصمة كابول في اقل من ثلاثة ايام مما جعل الولايات المتحدة تامر جيشها بالانسحاب من مطار العاصمة كابول وسط فوضي وسط حلفائها الافغان الذين تركتهم امريكا تحت رحمة حركة طالبان ، فهناك الكثير من الشواهد التي توكد ان المخابرات الامريكية اصبحت نمر من ورق فهي تعتمد علي التضخيم الاعلامي علي طريقة افلام الاكشن وعلي العرب فهم ذلك ويكفي الاستشهاد بماحدث للعراق من احتلال بواسطة قوات الاحتلال الأمريكي في العام 2003م كان نتيجة لمعلومات استخباراتية للولايات المتحدة وبريطانيا حول امتلاك العراق للسلاح الكيميائي لتظهر الحقيقة بعد فوات الاوان بان المعلومات كانت غير صحيحة ومجرد اكاذيب

 

الرئيس الروسي بوتين الضابط السابق في المخابرات السوفيتية لمدة 16 عامًا، شغل منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وهي الوكالة التي حلت محل هيئة المخابرات الداخلية في مفوضية أمن الدولة السوفيتية، ثم رئيسًا للوزراء. أصبح القائم بأعمال الرئيس في 31 ديسمبر 1999، عندما استقال يلتسن فالرئيس الروسي بوتين فهو يمتلك خبرة وادراك للتعامل مع المخابرات الامريكية لذلك سارع الي وضع سناريو جديد بالتدخل في اواكرانيا ليس باحتلالها بالكامل وانما الاكتفاء بضم مناطقها الشرقية بواسطة سكانها الاقرب الي روسيا من ناحية العرق والثقافة ، يمكن ان تتحول اوكرانيا الي ساحة حرب عالمية ثالثة خاصة وان روسيا دولة جاهزة للحرب فهي تملك عتاد حربي ضخم وترسانة من الصواريخ النووية القادرة علي ضرب المدن الأمريكية باقل مجهود فالدولة الروسية لها حدود في الشرق مع منطقة الاسكا التابعة للولايات المتحدة الأمريكية بالتالي امريكا لن تجازف بخوض حرب شاملة ضد خصم شرس مثل روسيا التي سمحت لها في الماضي باحتلال العراق رغم تصويت مجلس الامن الدولي ضد الحرب لذلك سوف تجد روسيا نفسها تتصرف علي حسب ماحدث في الماضي من تجاوز للولايات المتحدة باحتلالها لدول ذات سيادة ،

سوف تكتفي الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية علي روسيا ولكن حتي تلك العقوبات تعتبر مجرد قطرة في بحر ولن توثر علي الاقتصاد الروسي بل ان الاكثر تضرر

هي مصالح الاتحاد الاوربي بسبب توقف الغاز الروسي خاصة وان فصل الشتاء لم ينتهي بعد وفي حالة ايقاف ضخ الغاز الروسي الي دول اوربا ينبغي علي الدول العربية خاصة الفقيرة في مجال انتاج الطاقة الكهربائية ان تسارع الي عقد اتفاقيات باستيراد الغاز الطبيعي من روسيا والعمل علي فتح اسواق جديدة استناد علي المثل الذي يقول مصائب قوم عند قوم فوائد واذا هبت رياحك فاغتنمها

 

ان الولايات المتحدة سوف تخرج خاسرة من هذه المعركة حول اوكرانيا خاصة وانها تتحدي دولة كبري بحجم قارة واقتصاد قوي يقودها رئيس جنرال سابق تخصص في السياسة والتقييمات الاستخباراتية انه فلادمير بوتين رجل المخابرات القوي

علاء الدين محمد ابكر [email protected]

جمهورية السودان