العالم في حالة حرب دائمة
بقلم / محموددرويش
العالم في حالة حرب دائمة ، الحمقى والجبناء وحدهُم مَن يظنون أن حالات الإستسلام ؛ سلام
مُنذ هابيل وقابيل حتى هذه اللحظة التي تنطلق فيها رصاصة في مكانً ما مِـن هذا العالم ، مُنذ أول جثة شاهدها وشهد عليها الغُـراب حتى أخر جثة يحوم حولها نسر، والعالم في حالة حرب ، لا يوجد شئ اسمه “سلام” ، هُنالك “إستسلام” ، وهناك “غالب ومهزوم”
تتوقف المعركة ، تميل بين كَـر وفَـر ، لكن الحرب لم ولن تتوقف ، جهز كل أدواتها ، وإستعد نفسيًا لغزوة جديدة ستأتيك من جهة جديدة وبعنوان جديد ولأسباب مُختلفة ، ولا تُصدق كُل ثرثرات الحالميين والرومانسيين عن الهدوء والسكينة والسلام ، لن تجد الهدوء والسكينة والسلام إلا في قبرك ، وهذا إن تغمدك الله برحمته
الذين يروجون عبارات “التعايش” هم الذين يُحاصرون عيشك ومَعيشتك ، والذين يتغنون بالسلام هُم الذين يصنعون السلاح ويضعون القُنبلة في طريقك
السلام لا يحتاج إلى سلام ، السلام يحتاج إلى حرب لتحافظ عليه ، الحرب هي الأصل… والسلام هو الإستثناء ، حتى ما تظنه سلام هو في الأصل حرب نائمة
لا يستمتع بـ “السلام” سوي المُنتصر ، وإن أخذته المُتعة ودخل في رفاهية السِلم سيُهزم
لا يوجد صديق سِويَ مَن يَحمل نفس بندقيتك ويُصوبها إلى الجهة التي تنطلق رصاصتك إليها ، وتفوح من أصابعه رائحة البارود ، والبقية أعداء ، فرائحة البارود هي عطر السلام
ختامًا : لا تبع سيف جدك لتشتري الخُبز لأحفادك ، الخُبز والأرض التي تنبته يحتاجان إلى سيف ليحميهما ويحميك، فالسلام الحقيقي هو أن تكون قادرًا على الحـرب وجاهزًا لها