إياكم وخضراء الدمن ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن إياكم وخضراء الدمن ” جزء 1″

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

إياكم وخضراء الدمن ” جزء 1″

إن الاختيار السليم من الزوج لزوجته، وأيضا من قبل الزوجة لزوجها يترتب عليه أمور كثيرة جدا، ومن أهمها سلامة المجتمع وكماله بسلامة الأسر وكمالها، فمن الأسر يتكون المجتمع، ولم تقتصر توجيهات الشرع في هذا الجانب على الوصية بالدين فقط، بل إن الشارع الحكيم نظر إلى كل شيء هو في صالح طرفي عقد النكاح دينيا ونفسيا واقتصاديا واجتماعيا، فلا حجة لزاعم أنه حريص على ابنته وتأمين مستقبلها في تركه توجيهات الشرع الكثيرة في جانب الاختيار ذلك أن الشارع الحكيم أحرص من هذا الرجل على ابنته، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فابحث عن ذات الجمال، فإذا صلح لك جمالها فسل عن دينها، فإذا كانت ذات دين فتوكل على الله وخذها.

وإن لم تكن ذات دين فتوكل على الله ودعها، ويكون المؤثر في هذه الحال هو الدين وتكون بذلك قد عملت بوصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “فاظفر بذات الدين تربت يداك” والمرأة الصالحة ليست حريصة على الدنيا فترهق زوجها بالمطالب التي لا نهاية لها ولكن همها الآخرة فهي توصيه عند الخروج كما كانت تلك المرأة من نساء السلف توصي زوجها فتقول له “يا فلان اتق الله ولا تطعمنا من كسب حرام فإنا نصبر على حر الجوع ولا نصبر على حر النار” وإن اختيار الزوجة هو اختيار لطبيعة أولادك، عندما تختار زوجتك فأنت تختار كيفية تربية أولادك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم”

ويعني تزوجوا الأكفاء وزوجوهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اختاروا لنطفكم المواضع الصالحة” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن” وخير من تختار من النساء من جمعت خمس خصال “من كانت شريفة جميلة دينة ذات خلق مطيعة” أما الشريفة فالمراد بها أن تكون من أسرة عريقة، عرفت بالصلاح والخلق، وأصالة الشرف، وأرومة الأصل، وإن من معايير اختيار الزوجة هو أن تكون ودودا، ولودا ويعرف ذلك من أهل بيتها، وإذا تيقن أن المرأة لا تلد بزواج سابق ونحوه فإنه لا يتزوجها إلا من هو مثلها، فقد قال صلى الله عليه وسلم “خير نسائكم الودود الولود المواسية المواتية إذا اتقين الله” رواه البيهقى.

ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المغالاة في صدقات النساء لأن المسألة ليست تجارة وليست بيعا، ولما سئل سيد التابعين سعيد بن المسيب رحمه الله عن قوله صلى الله عليه وسلم “خير النساء أيسرهن مهورا” فقيل له كيف تكون حسناء ورخيصة المهر؟ فقال يا هذا، انظر كيف قلت؟ أهم يساومون في بهيمة لا تعقل؟ أم هي بضاعة طمع صاحبها يغلب على مطامع الناس، فالزواج إنه إنسان مع إنسانة، وليس متاعا يطلب مبتاعا، والمرأة الصالحة تسعى لكسب رضا زوجها بشتى الوسائل لأنها تعلم أن في رضاه رضى الرحمان وفي سخطه سخط الجبار، ويقول صلى الله عليه وسلم ” الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ” رواه مسلم، أي إن الدنيا متاع زائل.

وخير ما فيها من هذا المتاع المرأة الصالحة، لأنها تسعد صاحبها في الدنيا، وتعينه على أمر الآخرة، وهي خير وأبقى، فالوصية المبذولة لكل شاب أن يتزوج المرأة الودود الولود، لأن في ذلك تحقيقا لرغبة النبي صلى الله عليه وسلم، في مكاثرة الأمم بأمته صلى الله عليه وسلم، ومن معايير اختيار الزوجة أيضا هو الجمال وحسن المظهر وهو أمر فطر الله النفوس على الرغبة فيه، وهي رغبة شريفة لا يلام عليها الإنسان وجاءت أصول الشرع مؤيدة لها، فالله جميل يحب الجمال، ولم تشرع رؤية الرجل لمخطوبته إلا والتأكد من الجمال من أهم مقاصدها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم، لرجل تزوج امرأة من الأنصار “هل نظرت إليها، فإن في عيون الأنصار شيئا” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم “خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله”