الدكرورى يكتب عن إياكم وخضراء الدمن ” جزء 2″
بقلم / محمــــد الدكـــــرورى
إياكم وخضراء الدمن ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع إياكم وخضراء الدمن، وهناك حديث ضعيف روى عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيه ” إياكم وخضراء الدمن، قالوا وما خضراء الدمن؟ يا رسول الله، قال المرأة الحسناء في المنبت السوء ” رواه الدار قطنى، وهذا الخبر ليس له سند ثابت، وهو معدود عند أئمة الحديث من الأحاديث المنكرة، ومعنى هذا الحديث الضعيف جدا، ومعنى كلمة الدمن جمع دمنة وهى المزبلة، وخضراء الدمن هى ما تدمنه الإبل والغنم من أبوالها وأبعارها، لأنه ربما نبت فيها النبات الحسن فيكون منظره حسنًا أنيقا ومنبته فاسدا، وقد جاء هذا مفسرا، ومعنى ذلك أن الريح تجمع الدّمن وهي البعر، في المكان من الأرض، ثم يركبه الساقي فينبت ذلك المكان نبتا ناعما.
غضا فيروق بحسنه وغضارته، فتجيء الإبل إلى الموضع وقد أعيت فربما أكلته الإبل فتمرض، فيقول لا تنكحوا المرأة لجمالها وهي خبيثة الأصل لأن عرق السوء لا ينجب معه الولد، ولكن عند التفكير فى هذا الحديث الضعيف فنجد إن بعض زوجات النبى صلى الله عليه وسلم وزوجات بعض أصحابه رضى الله عنهم كان آباؤهن كفارا، والكفر هو أسوأ منبت، فكيف إذا كان الأهل مسلمين، ولكنهم أصحاب معاصى وذنوب؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يُبين لنا أن الزواج نعمة عظيمة حقيق بأن تشكر، وأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” فيلقى العبد ربه، فيقول الله ألم أكرمك وأسودك وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول بلى يا رب.
فيقول أفظننت أنك ملاقيّ؟ فيقول لا فيقال “إني أنساك كما نسيتني” رواه مسلم، ولكن هذه السعادة مشروطة بما إذا كانت الزوجة صالحة، فقال النبى صلى الله عليه وسلم ” ثلاث من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح ” رواه أحمد، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ” من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتقي الله في الشطر الثاني ” رواه الحاكم، ومن معايير اختيار الزوجة أيضا هو أن يختار المرأة التي نظر إليها حتى ولو بلغه من شأن المرأة ما بلغه، فإن هذا لا يغني عن النظر، وليس مقصود النظر هو المعرفة عن حالها فقط، بل إنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “أحرى أن يؤدم بينكما” ومن معايير اختيار الزوجة أيضا هو اليسر وقلة المؤونة .
فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “خير النكاح أيسره” رواه أبوداود، وإن الانسان يحتاج أن يكون جمال المرأة لزوجها، ويحتاج أن لا تكون المرأة مفتونة بجمالها، ويحتاج أن يكون الجمال محفوظا بالدين، فهذي هي المرأة الشريفة والجميلة، والدينة التي تصلح لك، أما المرأة الخلوقة ذات الخلق، فهي التي تحلت بفضائل الخصال، حتى تزرعها في أولادها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فالمرأة الكريمة تزرع في أولادها الكرم، والمرأة الصادقة تزرع في أولادها الصدق، والمرأة الحيية تزرع في أولادها الحياء، وهكذا سائر الأخلاق والفضائل، وفي خير النساء فهي التى تكون مطيعة لزوجها، وكيف يعرف أحدنا أن هذه الفتاة ستصير مطيعة للزوج؟
هو أن تنظر إلى أمها في علاقتها مع أبيها، وانظر إلى أختها في علاقتها مع زوجها، فالبنت بنت أمها، وتلميذة أختها، وخير امرأة لك هي المرأة المطيعة لزوجها، والزوجه الصالحه هى التى إذا رأت من زوجها تقصيرا في أداء عمله الذي يكسب منه عيشهم دفعته لإصلاح ذلك التقصير حتى يحلل لقمة عيشهم، ولا كما يحدث من بعض النساء التي تحث زوجها على التقصير والغياب ليلبي لها رغباتها، والمرأة الصالحة تكون عونا لزوجها فإذا ما شغل عنها بأمور الدعوة إلى الله وتبصير الناس بأمور دينهم وأنفق من ماله في سبيل الله كانت مشجعة له على ذلك وقدوتها في ذلك، هى السيده خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي وقفت إلى جوار خير البرية وواسته بنفسها ومالها فرضي عنها زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى.
فأرسل إليها العظيم من فوق سبع سموات ملك من أكرم ملائكته جبريل عليه السلام يحمل لها سلام من رب العالمين ويبشرها بجائزتها بيت في الجنة من قصب لا تعب فيه ولا صخب، والزوجه الصالحة تكون عونا لزوجها على بر والديه فهي ترى أن أمه أولى بالبر منها لأنها تذكر سؤال الصديقة للنبي صلى الله عليه وسلم ، من أحق الناس بحسن صحابة المرأة ؟ فقال زوجها، فقالت من أحق الناس بحسن صحابة الرجل؟ فقال أمه .