الجزء الثالث مع ثابت بن قيس بن شماس

الدكرورى يكتب عن ثابت بن قيس بن شماس “جزء 3”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع ثابت بن قيس بن شماس، فقد روي أنه بعد استشهاده مر به أحد المسلمين حديثي العهد بالإسلام، فأخذ درعه النفيسة ظنا منه أنها من حقه، وبينما أحد المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه، فقال له إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعا نفيسة ومنزله في أقصى العسكر وعند منزله فرس يستن في طوله وقد أكفأ على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلا، وائت خالد بن الوليد فليبعث إلى درعي فليأخذها، فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلمه أن عليَّ من الدين كذا ولي من المال كذا وفلان من رقيقي عتيق، وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، قال فأتى القائد خالد بن الوليد فوجه إلى الدرع.

 

فوجدها كما ذكر وقدم على أبي بكر الصديق فأخبره، فأنفذ أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وصيته بعد موته، فكان لا يوجد أحدا جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس رضى الله عنه، وهكذا كان الصحابى ثابت بن شماس بن قيس وهو صحابي أنصاري خزرجي جليل أسلم بعد غزوة بدر، وقد شهد جميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، بعدها وأخي النبي بينه وبين عمار بن ياسر رضي الله عنهما وكان خطيبا مفوها وجهوري الصوت ، قواما بالكلمة الفاضلة، وقد منحه الله عزَ وجل لسانا قؤولا ، وقلبا عقولا، ولسانا بليغا، كما عُرف عنه حبه للشعر، والخطابة، والكتابة، ولقد كانت قصة إسلام الصحابي الجليل مثيرة.

 

إذ ارتبطت بإرسال النبي صلى الله عليه وسلم، سفيره إلي المدينة الصحابى الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه يقرئ أهلها القرآن الكريم، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين، وعندما نزل بالمدينة أقام عند أسعد بن زرارة من بني النجار، وكان أسعد من النفر الذين أسلموا يوم عرض النبي صلى الله عليه وسلم، دعوته ومن الذين حضروا بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه أخذ يدعو الناس لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، بأسلوب لبق وفطن، فكان يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، وذات يوم سمع ثابت بن قيس بالداعية المكي الذي ينزل بدار أسعد.

 

وما كاد يسمع القرآن الكريم يرتله مصعب بن عمير حتى خشع إليه بسمعه وقلبه أسرت معاني القرآن الكريم وروعته قلب الصحابي الجليل رضي الله عنه، وما لبث أن شرح الله صدره للإسلام فانطلق ينطق بالشهادة، وانضوى تحت لواء الإسلام ، كما أسلمت أمه في ذلك الوقت، وكان معروفا عنها أنها ذات عقل وافر، وحكمة، وروية، وكان ثابت بن قيس ذا صوت جهوري وكان يرفع صوته في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجاهر بالدفاع عن العقيدة السمحة لدرجة أنه شعر بالحزن ولزم بيته كما قال عكرمة مولي ابن عباس عندما نزلت الأية الكريمة ” لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى، ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون”

 

وهنا قال ثابت، أنا كنت أرفع صوتي فوق صوته، فأنا من أهل النار، وعندما نزلت الأية الكريمة لزم الصحابي الجليل بيته، فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأل عنه فأبلغه جمع من الصحابة بما قاله وأنه يعتبر نفسه من أهل النار بحسب ما جاء في الأية الكريمة وهنا رد الرسول صلى الله عليه وسلم، بل هو من أهل الجنة، أي أن الرسول صلي الله عليه وسلم، بشره الرسول بالجنة في حياته، ولقد كان هذا الصحابي الجليل قد جمعته بالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم مواقف عديدة منها ما جري في عام الوفود حيث قدم وفد تميم، فتفاخر خطيبهم بأمور، فأمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ثابت بن قيس بأن يجيبه.