الدكرورى يكتب عن ثابت بن قيس بن شماس “جزء 5”
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع ثابت بن قيس بن شماس، وكان على ثابت يومئذ درع له نفيسة، فمر به رجل من المسلمين فأخذها، فبينا رجل من المسلمين نائم، إذ أتاه ثابت في منامه فقال له إني أوصيك بوصية، فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين، فأخذ درعي، ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه فرس يستن في طوله يتحرك في طول الحبل المربوط به وقد كفا على الدرع بُرمة قدر، وفوق البرمة رحل، فأت خالد بن الوليد، فمره أن يبعث إلي درعي فيأخذها، وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فقل له إن علي من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيق عتيق.
فأتى الرجل خالد بن الوليد فأخبره فبعث إلى الدرع فأتى به، وحدث أبا بكر الصديق رضي الله عنه، برؤياه فأجاز وصيته بعد موته، ولقد كان من الذين بشّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالجنة في حياتهم، وكذلك يتضح في الحديث حسن أخلاق الصحابى الجليل ثابت رضي الله عنه، عندما امتنع عن الذهاب إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، خوف أن يجهر بصوته ويرفعه فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لأن طبقة صوته كانت مرتفعة، حتي لا يستحق النار التي وعد الله سبحانه وتعالى، الذين يرفعون أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، فبشّره النبي صلى الله عليه وسلم، بالجنة.
ومما يذكر في سيرة حياة الصحابى ثابت بن قيس أن أحد اليهود واسمه الزبير القرظي من بني قريظة وقد كان له دين في رقبة ثابت بن قيس، فأراد ثابت رضي الله عنه أن يرد له دينه عندما وقعت بني قريظة بيد المسلمين، فكان الزبير من الذين وقعوا في الأسر، فراجع ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم، الزبير، فعفا عنه ثابت، ثم طلب الزبير أولاده وامرأته، فراجع ثابت بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه إياهم، ثم طلب ماله فكذلك راجع فيه ثابت النبي صلى الله عليه وسلم، فوهبه إياه فأعطاه للزبير، وهنا سأله الزبير عن بعض أشراف اليهود وساداتهم، فأجابوه.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله, ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين, ولكن أكره الكفر في الإسلام, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اقبل الحديقة وطلقها تطليقة” رواه البخارى، وقال الزهري، قدم وفد بني تميم وافتخر خطيبهم بأمور, فقال النبي صلى الله عليه وسلم، لثابت بن قيس “قم فأجب خطيبهم” فقام وحمد الله وأبلغ, وسرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسلمون بمقامه وكان مما قال ثابت بن قيس “والحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكا.
واصطفى من خيرة خلقه رسولا، أكرمهم نسبا وأصدقهم حديثا، وأفضلهم حسبا، فأنزل عليه كتابه وأتمه على خلقه، فكان خيرة الله تعالى من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه ذوي رحمه أكرم الناس حسبا، وأحسن وخير الناس فعالا، ثم كان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبدا، وكان قتله علينا يسيرا، أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم” وعن أنس بن مالك رضى الله عنه، قال جئته وهو يتحنط فقلت ألا ترى؟