الجزء السابع مع ثابت بن قيس بن شماس

الدكرورى يكتب عن ثابت بن قيس بن شماس “جزء 7”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع مع ثابت بن قيس بن شماس، وعن ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، ثابت بن قيس ما اعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته، وكانت مهرها، قالت نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس “اقبل الحديقة وطلقها تطليقة” وهكذا فرق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بين جميلة وبين ثابت على الرغم من أن ثابت بن قيس رضي الله عنه كان من كبار الصحابة، وهو من الأنصار وشهد أحد وما بعدها، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأما معنى قولها لكني أكره الكفر في الإسلام.

 

فيقول ابن حجر في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري، إن ذلك يعني انها تكره إن استمرت معه أن تقع فيما يقتضي الكفر، وقيل أن المعنى أنها قصدت ان شدة كرهها له قد يحملها على إظهار الكفر لينفسخ النكاح منه، أو أنها قصدت كفران العشير وهو تقصير المرأة في حق زوجها، وكانت هناك أيضا امرأة مسلمة تسمى تميمة بنت وهب، كانت تعيش في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وتحيا حياة سعيدة مع زوجها رفاعة، وكان يعاملها أحسن معاملة، ولكنها ذات يوم رأته مقبلا مع مجموعة من الرجال وإذا هو أقبحهم منظرا، فحدثتها نفسها لماذا أصبر على هذا؟ ولماذا استمر مع هذا الزوج القبيح؟ واشتاقت إلى أن تتزوج غيره.

 

ورفضت تريد أن تضيع حياتها مع هذا الرجل، فذهبت إلى النبيى صلى الله عليه وسلم وقالت “يا رسول الله إني لا أعيب عليه في خلق ولا دين فهو نعم الناس بأخلاقه ودينه، لكنى أكره الكفر في الإسلام، أنا أبغضه كما أبغض الكفر، فأنا لا أتحمل البقاء معه ولا أعيب عليه شيئا، ولكنى لا أريد أن أستمر معه” فقال لها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “أتردين عليه حديقته؟” وقد كان زوجها قد أعطاها حديقة مهرا لها، فقالت تميمة أرد عليه حديقته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجها ” خذ الحديقة وطلقها تطليقة، إن المرأة لا تريدك” فطلقها رفاعة ثم لما خرجت من عدتها تزينت، وبعد ذلك خطبها عبدالرحمن بن الزبير.

 

فلم تجد منه ما كانت تجده من زوجها الأول، ودارت مقارنة بداخلها بين عبدالرحمن بن الزبير وزوجها الأول رفاعة من حيث متعة الفراش وغيره من المعاملة، فكانت تذمه وتقول له أنت لست رجلا مثل الرجال فكان يضربها، فالرجل لا يقبل أن تذمه زوجته أبدا بمثل تلك الأقوال والأفعال، وقد ذهبت تميمة إلى السيدة عائشة رضي الله عنها تشتكي من الزوج الجديد وقالت لها إنه يعاملني معاملة سيئة، وأنا اغتريت بمنظره وشكله وجمال صورته ثم أنه يضربني، وكانت تلبس خمارا أخضر اللون، وقالت للسيدة عائشة رضي الله عنها انظري إلى يدي، فلما نظرت إلى يدها إذا بها أثار ضربات لونها أخضر، وعندما رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت.

 

وكان بيت النبي صلى الله عليه وسلم، هو مقر حكمه بين الناس، بقيت المرأة وجلست، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، السيدة عائشة، وقال لها “من هذه يا عائشة؟” فقالت السيدة عائشة إنها فلانة وأخبرته باسمها، وقالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم، الله ما تلقى نساء المؤمنين منهن، أي النساء تصبر على الرجال، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ فقالت السيدة عائشة رضى الله عنها جاءتني تشتكي أن زوجها يضربها والله يا رسول الله لا أدرى أذراعها أشد خضرة أم خمارها من شدة الضرب، فطلب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إحضار زوجها فحضر الزوج ومعه ولدان من غيرها.

 

فقد كان متزوجا من غيرها وقبل الزواج منها، فلما أقبل قالت الزوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه يضربني وذمت رجولته فدافع الرجل عن نفسه، وقال كذبت، والله يا رسول الله إني لأنفضها نفض الأديم ولكنها ناشز تريد رفاعة إن عندي زوجه قبلها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “هل هؤلاء أولادك؟ فقال لرسول الله نعم يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن لديه أولاد وهو قادر، وقال لها أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة ويقصد بذلك زوجها السابق، ثم أكمل قائلا ” لا والله أنت اشتقت إلى زوجك الأول، فإن كان ذلك لم تحلي له، أو لم تصلحي له، حتى يذوق من عسيلتك “وهكذا كان الصحابى الجليل ثابت بن قيس وحكايته مع زوجته التى طلبت الخلع منه.