الدكروري يكتب عن أصحاب الأخدود والأيكة والجنة ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
أصحاب الأخدود والأيكة والجنة ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع أصحاب الأخدود والأيكة والجنة، فإن القصة بحد ذاتها لها اثار جميله على النفس البشريه ولذلك كثر ورودها في الايات القرانيه كثيرا، والسبب لان القصه تغرس مبادي الخير اذا كان محورها يدور حوله فتزرع في النفوس الخير بسهوله دون قصد وبدون شعور لانها القصة تتسلل منها معاني الخير في النفس من حيث لايشعر صاحبها و بدون قصد، وهذه القصه تحدثنا عن خلق من اخلاق اهل النار هذه القصة تحدثنا عن خلق تدعوا الملائكة على صاحبه كل صباح ومساء، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” ما من يوم يصبح فيه العباد، إلا ملكان ينزلان أحدهما ” اللهم أعطي منفقا خلفا، ويقول الآخر ” اللهم أعطي ممسكا تلفا” رواه البخاري ومسلم، وإن هذه القصه تتتكلم وتحكي عن خلق الشح والبخل وما يلحق صاحبه.
من اللوم والحسرة في الدنيا والعقاب الشديد في الاخرة، وإن هذه القصة فيها تسليه لرسوله حينما كذبه قومة وقد انعم الله عليهم ببعثه رسوله وانعم عليهم بنعمة المال والجاه والولد واطعمهم من جوع وامنهم من خوف فكما ان الله عاقب من كفر بنعمة من اصحاب الجنة فان هؤلاء الذي لم يشكروا نعمة الله عليهم لازالوا معرضين للعقاب صباحا ومساء، وإن قصة اصحاب الجنة فكانت لرجل من اهل اليمن من اهل الكتاب لانه كان قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لازال باليمن بقايا من اليهود والنصارى وهذا الرجل الصالح من اهل الكتاب وكان في قرية يُقال لها “ضروان” على ستة أميال من صنعاء، عاش هناك وكانت له جنة فيها من كل الثمرات وكان هذا الرجل الصالح لا يُدخل بيته ثمرة منها حتى يقسم الثمار ثلاثة أقسام، قسم للفقراء والمساكين، وقسم لأهل بيته.
وقسم يرده في المحصول، ليزرع به الأرض، لذلك بارك الله له في رزقه وعياله، فلما مات الشيخ وورثه أبناءة وكان له خمسة من البنين فحملت جنتهم في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم حملا لم تكن حملته من قبل ذلك فلما نظروا إلى الفضل طغوا وبغوا، وقال بعضهم لبعض لقد كان أبونا أحمق إذ كان يصرف من هذه الثمار للفقراء، دَعونا نتعاهد فيما بيننا ألا نعطي أحدا من فقراء والمساكين في عامنا هذا شيئا، حتى نستغني وتكثر أموالنا فقال اوسطهم أي اعقلهم واقرب الابناء شبها بابيه الصالح سيروا فيها بسيرة ابيكم فرفضوا، وهذا الامر يتكرر في كل عصر كان هناك شجرة ليمون في بيت من بيوت الشام القديمة، تحمل من الثمرات ما لا يُعدّ ولا يحصى، ويوجد في هذا البيت امرأة صالحة، فكلما طرق باب هذا البيت وطلب منهم ثمرة من هذه الثمار قدمتها.
وكأن هذه الشجرة وقف لأهل الحيّ، فماتت هذه المرأة الصالحة وجاءت من بعدها زوجة ابنها الشابة، فلما طرق الباب وطلب الطارق ثمرة من هذه الثمار طردته ومنعته، وبعد حين يبست هذه الشجرة وماتت، فذا كان بين يديك شيء ثمين وينفع الناس فاياك ثم اياك ان تمنعهم عن نفعهم به لانك اذا فعلت ذلك اخذ منك وحوله الى غيرك، فيقول تعالي ” اذ اقسموا ليصرمنهما مصبحين” وهو أن اول نقطة في قصة أصحاب الجنة انهم أقسموا ليصرمونها مصبحين ولا يستثنون، اي أنهم اجتمعوا وتشاوروا وتحاوروا ثم قرروا واقسموا ليصرمنها مصبحين، ولا يستثنون قيل ولا يستثنون نصيب الفقراء وقيل ولا يستثنون حتى كلمة ان شاء الله فلم يقولوها، فيقول تعالي ” فطاف عليها طائف من ربك” والطائف قيل ضريب وقيل صقيع موجة صقيع في دقائق وقيل نار احرقت الجنة.
لان النية السيئه بينها وبين السلوك علاقه فلما بيت اصحاب الجنة النية السيئة عاقبهم الله فنيتهم بعدم إطعام المسكين أتلف محصولهم كله، وهكذا الجزاء من جنس العمل من اكرم الناس اكرمه الله ومن حرمهم حرمه الله ومن منعهم منعه الله، فالطائف موجود في كل عصر فطائف التجار قد يسلط الله عليهم حرائق ففي الحديث وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله “ما خالطت الصدقة أو قال الزكاة مالا إلا أفسدته” رواه البزار والبيهقي، فالتجار معرضين للعقوبات مثل الضرائب ومثل الحرائق او مصادرة بعض البضائع او تاتي بضاعه غير التي اشتراها، واما طائف المزارعين فهناك فيضانات ورياح تقتلع الزروع والاشجار وهناك افات كالذباب والعناكب والحشرات والضريب او موجه صقيع، ويقول احد العلماء أنه جاءت في الغوطة وهي بلدة بسوريا.