الدكرورى يكتب أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 3”
بقلم/ محمـــد الدكــــرورى
أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 3”
ونكمل الجزء الثالث مع أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل، وقد قيل عنه، أنه كان آخر القضاة العبرانيين وهو أول الأنبياء الذين بدأت نبوتهم داخل أرض إسرائيل، وحسب نصوص سفر صموئيل، هو من رسم أول ملكين على مملكة إسرائيل، شاول وداود، وقد قال ابن كثير في قصص الأنبياء عن النبي الذي أشارت إليه الآيات القرآنية ولم تذكره بالاسم هو نبي الله شمويل كما ذكر المفسرون، ويقال هو شمويل بن بالي بن علقمة بن يرخام، بن إليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا بن صفنيه بن علقمة بن أبي ياسف بن قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وقيل هو من ورثة نبى الله هارون عليه السلام، وأسمويل معناه بالعبرانية إسماعيل، ونقل عن الثعلبي وغيره.
أنه لما غلب العمالقة على بني إسرائيل وقتلوا منهم خلقا كثيرا وسبوا من أبنائهم جمعا كثيرا، وانقطعت النبوة، بعث الله تعالى فيهم نبيهم اشمويل فكان من أمره معهم، هو ما قصه الله علينا في كتابه، وقيل هو أول الأنبياء العبرانيين بعد نبى الله موسى عليه السلام، وكان آخر القضاة، وقد أشير إلى قصته في القرآن الكريم دون ذكر اسمه في سورة البقرة، وقد ذكر الطبري وبعض المفسرين أن صموئيل هو النبي الذي جاء بعد يوشع عليه السلام وقبل دواد عليه السلام وهو الذي قال له بنو إسرائيل ” ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ” وفى الكتاب المقدس، هو ابن ألقانة بن يروحام بن اليهو بن توحو بن صوف وكانت امرأته هى السيده حنة وهو اخر قضاة بني إسرائيل، ولقد قدم شيوخ بني إسرائيل للنبي صموئيل طلب ليعين ملكا عليهم.
“فاجتمع كل شيوخ إسرائيل وجاؤوا إلى صموئيل إلى الرامة وقالوا له، هوذا أنت قد شخت وابناك لم يسيرا في طريقك فالآن اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب، فساء الأمر في عيني صموئيل إذ قالوا أعطنا ملكا يقضي لنا وصلى صموئيل إلى الرب، فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك لأنهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم” وهذا فى سفر صموئل الأول” وحسبما يرى بعد المراجع المسيحية، صموئيل اسم عبري معناه “اسم الله” وقد ولد النبي صموئيل فى قرية صغيرة تقع على أعلى تلة إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، ويعتقد أن القرية هي موقع قبر النبي صموئيل عليه السلام ومنه اكتسبت اسمها، ويعتبر موقع القبر في القرية مقاما مقدسا للمسلمين والمسيحين واليهود لقرون طويلة.
ويوجد بها مسجد النبي صموئيل، وقد احتل الصليبيون القرية، وأطلقوا اسم “جبل البهجة” على تلة القرية نظرا لأنها مكنتهم من مشاهدة مدينة القدس من بعيد لأول مرة، وكان فيما بعد، قام صلاح الدين الأيوبي بتحرير القرية من أيدي الصليبيين، وحول القلعة البيزنطية إلى مسجد، وقد جعل الموقع الاستراتيجي للمسجد منه محطا لأنظار الغزاة، الذين سعوا للسيطرة عليها لكونه نقطة مشرفة على مدينة القدس، وأما عن الحملات الصليبية أو الحروب الصليبية بصفة عامة فهو مصطلح يطلق على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها أوروبيون من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر، وقد كانت بشكل رئيسي حروب فرسان، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الذين اشتركوا فيه وكانت حملات دينية وتحت شعار الصليب.
من أجل الدفاع عنه وذلك لتحقيق هدفهم الرئيسي وهو السيطرة على الأراضى المقدسة كبيت المقدس، ولذلك كانوا يخيطون على ألبستهم على الصدر والكتف علامة الصليب من قماش أحمر، وكان السبب الرئيسى وراء سقوط البيزنطيين وهو الدمار الذي كانت تخلفه الحملات الأولى المارة من بيزنطة وهى مدينة القسطنطينية، وهى عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وتحول حملات لاحقة نحوها، وكانت الحروب الصليبية سلسلة من الصراعات العسكرية، ذات طابع ديني والذي خاضته معظم دول أوروبا المسيحية ضد ما اعتبرته تهديدات خارجية و داخلية، فقد كانت الحروب الصليبية موجهة ضد عدد من المجموعات العرقية والدينية التي اشتملت على المسلمين، والوثنيين السلاف، والمسيحيين الروس والأرثوذكسية اليونانية، والمغول، والأعداء السياسيين للباباوات.