أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 4”

الدكرورى يكتب أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 4”

بقلم/ محمـــد الدكــــرورى

أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 4”

ونكمل الجزء الرابع مع أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل، وقد كان الصليبيون يأخذون الوعود ويمنحون التساهل، وتضع التقديرات عدد ضحايا الذين قضوا في الحروب الصليبية بين مليون إلى حوالي ثلاثة مليون شخص، وكان هدف الحروب الصليبية في الأصل هو الإستيلاء على القدس والأراضي المقدسة التي كانت تحت سيطرة المسلمين، وكانت تلك القاعدة التي أطلقت في الأصل استجابة لدعوة من الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية لمساعدتهم ضد توسع المسلمين والمتمثلين بالسلاجقة في الأناضول، وأما عن صلاح الدين الأيوبى، فهو الملك الناصر أبو المظفر، صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي، وهو المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي.

وهو قائد عسكري وقد أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت نحو مائتان وستون سنة، وقد قاد صلاح الدين عدة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر، وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة منكرة في معركة حطين، وكان صلاح الدين يقول بمذهب أهل السنة والجماعة، وقد روي أن عبد القادر الجيلاني دعا له عندما رآه بالبركة فيه، خلال زيارة خفية، لنجم الدين أيوب وأسرته ببغداد، وهذا يفسر أتباعه الطريقة القادرية فيما بعد.

وبعض العلماء كالمقريزي، وبعض المؤرخين المتأخرين قالوا عنه إنه كان أشعريا، وإنه كان يصحب علماء الصوفية الأشاعرة لأخذ الرأي والمشورة، وقد أظهر العقيدة الأشعرية، ويشتهر صلاح الدين بتسامحه ومعاملته الإنسانية لأعدائه، لذا فهو من أكثر الأشخاص تقديرا واحتراما في العالمين الشرقي الإسلامي والأوروبي المسيحي، حيث كتب المؤرخون الصليبيون عن بسالته في عدد من المواقف، أبرزها عند حصاره لقلعة الكرك في مؤاب، وكنتيجة لهذا حظي صلاح الدين باحترام خصومه لا سيما ملك إنجلترا ريتشارد الأول وهو الملقب بقلب الأسد، وبدلا من أن يتحول لشخص مكروه في أوروبا الغربية، استحال رمزا من رموز الفروسية والشجاعة، وقد ورد ذكره في عدد من القصص والأشعار الإنجليزية والفرنسية العائدة لتلك الحقبة.

وأما عن قرية النبى صموئيل، والتى إسمها حاليا أيضا النبي صموئيل يعيش فيها مائتين وخمسين نسمة، وهى تجذب العديد من السياح والزائرين، خاصة أنها تعتبر من أعلى تلال القدس، وتشرف على المدينة، وتعتبر مراقبة مشهد الغروب من التلة أمرا يأسر الأنفاس، فالواقف على أعلى التلة يؤخذ بالجو الهادئ، والمظهر الرائع لمدينة القدس، ونسيم الربيع العليل الذي يداعب وجهه كما يضييف تاريخ القرية الغني، ووجود القبر والمسجد فيها لمسة من القداسة على تلك التجربة، على الرغم من ذلك، فإن جمال القرية الخلاب، وتاريخها الغني، وموقعها الاستراتيجي، قد جعلها هدفا لسياسات الاستيطان الإسرائيلي، وأما عن النبي صموئيل عليه السلام، فكان بعد أن قبض الله تعالى النبي إلياس من بني إسرائيل، والذي كان مثل غيره من أنبياء الله.

يذكرهم بالتوارة وبأحكامها ويأمرهم بالعمل بما جاءت به، عظمت فيهم الخطايا والبلوة وانحرفوا عن جادة الحق والصواب كعادتهم، وقد ظهر لهم عدو شرس يقال لهم قوم جالوت ويقال أنهم كانوا يسكنون سواحل بحر الروم بين مصر وفلسطين وهم العماليق، فانقضوا على بني إسرائيل وهزموهم وأخذوا كثيرا من أراضيهم وسبوا كثيرا منهم، وذلك كله بما كسبت أيديهم من الفجور والفسوق، ولكن بعد حين من الزمن، أرسل الله تعالى جبريل عليه السلام، إلى صموئيل عليه السلام، وقال له ” اذهب وبلغ رسالةَ ربك فإن الله قد بعثك رسولا” وعندما أخبر قومه كذبوه وقالوا له إذا كنت صادقا ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله آية ودليلا على نبوّتك، فقال الله تعالى فى كتابه العزيز”ألَم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذا قَالوا لنبيّ لَهم ابعث لنا مَلكا نقاتل في سبيل الله”