أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 5”

الدكرورى يكتب أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 5”

بقلم/ محمـــد الدكــــرورى

أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 5”

ونكمل الجزء الخامس مع أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل، وإن بني إسرائيل لم يكن يلتم شملهم إلا بالملوك وطاعة الأنبياء، فالملك هو الذي يسير الجموع ويحكم والنبي هو الذي يقيم أمره ويرشده وينصحه، وفي هذه المرحلة يقال إنه انتقل نظام الحكم في بني إسرائيل من نظام الشورى والذي يعرف بعصر القضاة إلى النظام الملكي والذي يعرف بعصر الملوك، وكانوا يريدون منه أن يعيّن عليهم ملكا حتى يقاتلوا أعداءهم ويستردوا ما سُلب منهم، فقال الله تعالى “قالوا وما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا، فلم كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله أعلم بالظالمين” ولكنهم كعادتهم ارتدوا عن دعواهم وتولوا عن القتال وخانوا الله ونبيه صموئيل عليه السلام، وعندما عيّن عليهم طالوت ملكا استكبروا وأخذتهم العزة

وقالوا نحن أحق بالملك منه، وحاولوا التملص منه، لكنه أمر الله تعالى، وقال الله تعالى “وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال، قال إن الله أصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم” وكان سبب رفضهم له لأنهم كانوا يعتبرون سبطه من أدنى أسباط بني إسرائيل وبسبب فقره لأنه كما يقال كان يعمل سقاء، وذكر لهم صموئيل عليه السلام، وأيضا آيةَ ملك طالوت وهو التابوت الذي ترك فيه نبى الله موسى عليه السلام، بقيّة الألواح فجاءت الملائكة بالتابوت وألقته بين يدي طالوت، فلما رأوا ذلك سلّموا له وملكوه، وقال الله تعالى “وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وهارون تحمله الملائكه إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين”

وبعد ذلك يكمل الله تعالى تلك القصة عندما يذهب جيش طالوت، ويطلب منهم طالوت ألا يشربوا من النهر الذي ابتلاهم به الله تعالى، فشربوا وخسروا الاختبار إلا قليل منهم وهم الصادقون، وبعدها يلتقي قوم طالوت وقوم جالوت، والمؤمنون واثقون بنصر الله تعالى ويقولون ” كم من فئة قليلة غلبت فئةً كثيرة بإذن الله” وقتل داود جالوت وأكرم الله نبيّه وعباده المؤمنين بالنصر على أعدائهم، وقال الله تعالى “ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمه وعلمه مما يشاء، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين” في قصة النبي صموئيل عليه السلام، عبر كثيرة ودروس عظيمة.

فدائما ما يذكر الله تعالى في كتابه العزيز القصص التاريخية لما فيها من فوائد قيمة للأمّة كلها، ففي القصة يؤكد الله تعالى لنا أن طاعة الله، والالتزام بما جاء به القرآن الكريم هو طريق النجاة والفلاح، فلمّا ترك بنو إسرائيل ما جاءهم به الأنبياء سلط الله عليهم أعداءهم وكادوا أن يهلكوا لولا أن بعث لهم النبي صموئيل عليه السلام، يخرجهم من محنتهم ويذكرهم بأوامر الله وبما جاءت به التوراة، وفي القصة أيضا الرضى والتسليم بحكم الله تعالى مهما كان وعدم المجادلة في أوامر الله وأحكامه كما كان يفعل بنو إسرائيل، وأيضا يمكن الاستفادة من دروس صدقِ التوكل على الله تعالى عندما التقى جيش طالوت وجيش جالوت وهزم جيش جالوت، وأن الملك بيد الله وحده يؤتيه من يشاء من عباده، وفيها اللجوء إلى الله في حالات الشدة لأنه وحده.

الذي يتكفل بإجابة الدعاء وينصر عباده الصادقين، وكان من مواضع ذكر النبي صموئيل عليه السلام في القرآن حيث أنه لم يُذكر اسم النبي صموئيل عليه السلام، في كتاب الله باسمه الصريح ولكن تمت الإشارة إليه في عدة مواضع من سورة البقرة، فقال الله تعالى “ألَم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذا قَالوا لنبيّ لهم ابعث لنا مَلكا نقاتل في سبيل الله” فقد ذهب أكثر المفسرين على أن النبي صموئيل هو المقصود بالآية التي وردت في سورة البقرة، وهي تحكي عن بني إسرائيل فقال المفسرون إن ذلك النبي هو النبي صموئيل عليه السلام، وقد ذكر القرطبي أيضا أن النبي صموئيل هو الذي اختار طالوت ملكا، وقال تعالى في الآيات التي تلي تلك الآية وقال الله تعالى.

“وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال، قال إن الله أصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم” وقال الله تعالى “وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وهارون تحمله الملائكه إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين” وفي هذه الآيات يذكر الله تعالى قصة النبي صموئيل عليه السلام، مع قومه أيضا، وهذه المواضع فقط هي التي ذكر فيها النبي صموئيل عليه السلام في القرآن الكريم.