أبغض الحلال عند الله” جزء 1″

الدكروري يكتب عن أبغض الحلال عند الله” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

أبغض الحلال عند الله” جزء 1″

من منا لا يريد الزوجة المسلمة الصالحة، الكل يبحث عنها ويتمني أن يرزقه الله عز وجل بزوجة صالحة ولكن انظر جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت إني رسول النساء إليك، وما منهن امرأة علمت أو لم تعلم إلا وهي تهوى مخرجي إليك، الله رب الرجال والنساء وإلههن، وأنت رسول الله إلى الرجال والنساء، كتب الجهاد على الرجال، فإن أصابوا أثروا، وإن استشهدوا كانوا أحياء عند ربهم، فما يعدل ذلك من أعمالهن؟ فقال صلي الله علية وسلم “طاعة أزواجهن، والمعرفة بحقوقهم، وقليل منكن تفعله” فكانت امرأة عاقلة فاهمة أرادت أن تعرف العمل الذي يُوصلها إلى درجة الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، الذي هو ذروة سنام الإسلام، وذروة الأعمال الصالحة، فقد أرادت أن تعرف ذلك، وتكلمت عن نفسها وعن بنات جنسها كلهن.

وأنهن كلهن يرغبن في معرفة هذا العمل الذي يرفع عند الله سبحانه وتعالى شأن مَن يقوم به، إنه تصوير لحقيقة مجتمع الصحابة من النساء، فإن الهدف الأساسي لهن في هذه الحياة أن يقمن بأعظم الأعمال وأرضاها عند الله سبحانه وتعالى، فهذه هي المرأة التي نريد في كل مجتمع إنساني، هي التي يكون لها هدف في الحياة وتسعى لتحقيقه في مجتمعها الصغير، وفي المجتمع الكبير، فإن وضع الهدف هو أول خطوات النجاح، ثم السعي لتحقيق هذا الهدف هو الطريق إلى النجاح في هذه الحياة، وهنا يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أساسين ينبغي أن تتطلع كل زوجة تريد لنفسها الفلاح، ولزواجها النجاح، وهو طاعة زوجها، فإنها هي الزوجة، وهو زوجها، والمطلوب منها أن تطيع هذا الزوج، ولكن لماذا؟ لأنه سيد هذه المؤسسة التي أنشآها معا.

أو كانا ركنيها الأساسين، ولا بد لسير المركب بسلام أن يطاع أمر قائدها، وذلك لأنه ما دام هو الذي بذل، وهو الذي سعى، وهو الذي قدم، فلا بد أن يكون حريصا على هذا الذي بناه، وطاعته تجعل السفينة تسير بسلام إلى بر الأمان، وكذلك القيام بحق الزوج، فنحن نريد الزوجة الودود الحانية المحبة تصديقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده” وكذلك الزوجة الراعية لبيت زوجها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها” فإذا وجدت هذه الزوجة التي يريدها المجتمع الإسلامي، استطعنا أن نخفف عن مجتمعنا ما يعانيه من اضطرابات أسرية تسبب اختلال التوازن الاجتماعي والاضطرابات النفسية.

 

ونسهم في خفض نسب الطلاق المرتفعة كما جاء في بعض الدراسات النفسية والاجتماعية، التي من أهم أسبابها كثرة الخلافات والمنازعات بين الزوجينِ، وعدم تفهم كل منهما للآخر، مما يسبب الاضطرابات النفسية واختلال التوازن الاجتماعي، واستطعنا الحفاظ على الحياة الزوجية التي مبعثها وحدة النفس والروح، وقوامها المودة والرحمة والألفة، فإن الزوجة هي العنصر الفاعل في كيان الزوجية والأسرة، فهي عندما تصبح زوجة مثالية، تصبح مصدرا كبيرا للخير والبركة، إذا عرفت كيف تقوم بمسؤولياتها وواجباتها بصورة صحيحة، بدافع حنانها وإخلاصها لزوجها وبيتها ورعايتها لأولادها، فالزوجة المثالية مصدر سعادة أمة وشعب بأكمله، لأن البيت السعيد نواة المجتمع وعمارته بصورة صحيحة، وهناك من يسأل عن الطلاق.

فيقول هل الطلاق يكون طلقة في كل طهر، أم الأفضل أن يطلق طلقة واحدة في طهر، ثم يتركها حتى تنتهي العدة، فيكون بذلك بائن بينونة صغرى؟ ويكون الجواب بأن هذا هو السنة، أن تطلقها طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه، ثم يتركها حتى تنتهي عدتها، أو يراجعها، أما كونه يطلق في كل طهر لا، هذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما، لكن ليس بجيد، بل يفوتها عليه، ويضره بدون حاجة، وإنما السنة أن يطلقها واحدة في طهر لم يجامعها فيه، كما أمر بذلك النبي صلي الله عليه وسلم ابن عمر، ثم ليمسكها، فإذا طهرت بعد الحيضة الثانية، فليطلقها قبل أن يمسها، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء، لقوله سبحانه وتعالي في سورة الطلاق ” يا أيها النبي إذا طلقتم النساء، فطلقوهن لعدتهن” فتطليقها للعدة أن يطلقها طاهرة بغير جماع، هذا هو الطلاق الشرعي.