أبغض الحلال عند الله” جزء 3″

الدكروري يكتب عن أبغض الحلال عند الله” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

أبغض الحلال عند الله” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع أبغض الحلال عند الله، وأما عن حالات الطلاق، فإنه يكون محرما إذا وقع في الحيض أو في طهر مسها فيه، ومكروها إذا كان لغير سبب مع استقامة الحال، وهذا القسم هو الذي تقدم الخلاف فيه هل الأصل فيه الحرمة، أم الكراهة، ويكون واجبا إذا رأى ذلك الحكمان، من أهله وأهلها، ويكون مندوبا وذلك إن لم تكن عفيفة، ويكون مباحا إذا كان لا يريدها ولا تطيب نفسه أن يتحمل مؤونتها من غير حصول غرض الاستمتاع، وقد نفى هذا القسم النووي لأن الطلاق في نظره لا يكون مباحا مستوى الطرفين، وأما عن طلاق المكروه لا يحتسب، لانه لم يكن يريد الطلاق، وأستدل العلماء بقول الرسول صلي الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات” وكما أن هناك طلاق لعدم كفاءة النسب، وعن عكرمة عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس.

أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته قالت نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل الحديقة وطلقها تطليقة قال أبو عبد الله لا يتابع فيه عن ابن عباس، ويقول الله تعالي في سورة البقرة ” الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله، فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون” حيث حدد القرآن الكريم بالطلاق مرتان طلاق مؤقت، إذ يمكن للزوج أن يسترجع زوجته إذا كانت لم تتجاوز مدة العدة وهي ثلاثة أشهر، لضمان عدم حدوث الحمل، أما إذا طلقها ثلاث مرات.

فلا يمكنه أن يعود إليها إلا أن تتزوج رجلا غيره بنية البقاء مع الزوج الجديد، ثم إذا طلقها زوجها الجديد، يمكن للزوج القديم أن يسترجعها بمهر وعقد جديدين، وإن في الآونة الأخيرة أصبحنا نشهد عزوف كثير من الشباب عن الزواج بسبب خوفهم من فشله وعدم إلمامهم ومعرفتهم بالمفاهيم الصحيحة للزواج، وتصوير البعض أنه علاقة مملة محكوم عليها بالفشل، لا تستمر السعادة فيها سوى أشهر قليلة، ثم يبدأ كلا الطرفين بوضع اللوم على الآخر في أنه خُدع واختار الشخص الخطأ وتبدأ معاناة طويلة لا نهاية لها، لذلك يجب عليهم معرفة المعنى الحقيقي للعلاقة الزوجية، وما فيها من واجبات ومسؤوليات وتضحيات، للوصول للغاية المنشودة التي وصفها الله في كتابه الكريم بالمودة والرحمة وشروط نجاح الحياة الزوجية هى العلاقة الزوجية.

وهى عبارة عن شركة ضخمة يؤسسها رجل وامرأة ولن تنجح وتستمر إلا من خلال توفر الشروط التالية فيها وهى القبول وهو الارتياح المبدئي للطرف الآخر، وتصديقه والرضا عنه، وتقبله، وتقبل شكله، وإيجابياته، وسلبياته، وأحلامه، وطموحاته، وكل ما يتعلق به بصورة أولية والتفاهم وهو الاتفاق على حياة زوجية تقل فيها الاختلافات، ويمكن السيطرة عليها في حالة حدوثها من كلا الطرفين وكذلك الحب وهو يجب أن يشعر كلا الطرفين بمشاعر جميلة تجاه بعضهما البعض، وغالبا تتولد هذه المشاعر عن القبول والتفاهم بين الطرفين والاحترام وهو التلطف والتأدّب مع الطرف الآخر، والتنازل له في أمور معينة، وتقديره ومحاولة إرضائه بأي شكل من الأشكال والأمان والاستقرار، فالشعور بالأمان يجعل الطرف الآخر تلقائيا يسلم نفسه وأحاسيسه.

وكل ما يتعلق به، للطرف الآخر دون خوف أو تردد والاستقلالية وهي فكرة تأسيس حياة زوجية مقتصرة على الطرفين فقط، رجل وامرأة، لديهم كامل الحرية والخصوصية في تدبر أمورهم، والعيش بحرية أينما يريدان، وفي أي مكان أو الوقت الذي يقررانه والثقة ولن تنجح أي حياة زوجية فيها نوع من أنواع الشكوك وقلة الاطمئنان والخوف من مشاعر وتصرفات الطرف الآخر، فالثقة هي من تجعلك تهنأ وتعيش حياتك، وأنت مطمئن بأن الشخص الذي معك يشعر بنفس ما تشعر به من حب وود واحترام، ويعطي هذه المشاعر لك أنت فقط وتحمل المسؤولية فعلى كلا الشريكين تحمل أعباء الحياة وصعوبتها معا، والمساعدة في الالتزامات الاجتماعية والمادية، وتربية الأبناء والتخفيف عن بعضهم البعض لتحقيق التوازن في هذه الحياة.