آلتقليـﮯد آلآعمـى.. 

آلتقليـﮯد آلآعمـى.. 

بقلم إيمان عبد الحميد

آلتقليـﮯد آلآعمـى..

التقليد هو أن يتأثر الشخص تأثراً شديدا بشخص آخر أو بموقف معين فنجده يحتزى حزوه وينفذه كما كان دون النظر لعواقب تقليد ذلك الشخص أو الموقف هذا عن التقليد عامة وهناك نوع من التقليد هو التقليد الأعمى وهو الإقتداء بالآخرين بلا منهجية واضحة  ولا مبرر منطقى فنراه يقتدى بعقائد مزيفة وأفكار هدامة فيتشبه بهم في الملبس والمشرب والعادات والمفاهيم ويعتقد أنه امتلك منزلة عالية ونجاحا باهراً ولم يعِ بأنه يحاول تعويض النقص بالتقليد ويتحقق لديه درجة من الرضا والإطمئنان النسبي وهذا ما نسميه بالتقليد الأعمى وذلك لأنه يكون من دون إدراك للإتجاه الذي نسلكه إثر ذلك عندما نسأل أحدهم إلى أين أنت ذاهب؟ قد يجيبنا بأنه لا يعلم لكنه يقلد فلانا بالسير في ذلك الطريق من دون دراية بالنهاية التي ستواجهه، هنا يجب أن نفرق بين التقليد الأعمى وبين الإستفادة من تجارب الآخرين.

ما دفعنى لكتابة سطورى هذه هو إقتناء بعض الأشخاص مواقف حدثت مع غيرهم فاكسبتهم شهرة وقام البعض بتقليدها دون دراية أو علم بمدى منفعة ذلك أو ضرره.

كلنا سمع عن قصة الطفل ريان ذلك الطفل المغربي حبيس البئر والذى خلع قلوبنا حزنا عليه ودعونا له الله أن يتغمده برحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان وما هى إلا ساعات من خروج الطفل إلا ونجد عشرات الأخبار عن أطفال سقطوا فى آبار، والسؤال هل هذا محض الصدفة أم أنها اخبار مفتعلة ليتقدم أصحابها قمة الأخبار كما حدث مع الخبر المماثل؟! هل صدفة أن نرى ونسمع ونقرأ كل هذا الكم من الأخبار وفى نفس الموضوع؟! ولماذا الحين وبعد سقوط الطفل ريان لماذا مثلا لم يكن بين هذه الأخبار مدة زمنية حتى تأخذ جديتها؟

لا أجد تفسيرا لذلك إلا أنه تقليد أعمى وباللغة الدارجة ركوب تريند.

إخوتى فى الله عندما خلق الله البشر خلقهم مختلفين، مختلفين فى الآراء الأفكار الطبائع الخصال أو حتى الأشكال والحكمة فى الإختلاف هى التنوع، التنوع الفكرى والأخلاقى والذوقى ولو كان فيه خيرا أى التشابه لجعل الله سبحانه وتعالى البشرية كلها رجل واحد فلماذا إذاً نخلق من أنفسنا مسخ يقلد كل ما يراه، لماذا لا نرتقى بأنفسنا فى كل تصرفاتنا، ما المانع أن نكون مختلفين مستقلين بذاتنا لماذا كل هذا الكم من الإنقياد، رجل حدثت معه حادثة تجدنا سرعان ما نعتلى الموجة ونصنع ما يماثل ذلك، ما الجدوى؟

حقيقةً أن الأمر ليس بجديد ليطول حديثي عنه ولكنه يحدث أمام أعيننا وبشكل يومى فما علينا إلينا التنويه ونسأل الله العلى العظيم أن يهدى حال من ضل طريقه والله المستعان فهو نعم المولى ونعم النصير.