ذكوان بن عبد قيس الخزرجي ” جزء1″

الدكرورى يكتب عن ذكوان بن

عبد قيس الخزرجي ” جزء1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ومع أصحاب بيعة العقبة الأولى والذى كان من بينهم الصحابى الجليل عبادة بن الصامت وموقفه مع المقوقس حاكم مصر، عندما أرسله إليه عمرو بن العاص على رأس وفد معه إلى المقوقس، ثم بعد الحوار الذى دارا بينهم يعرض عبادة رضي الله عنه على المقوقس مطالب المسلمين فيقول له فانظر الذي تريد فبينه لنا، فليس بيننا وبينكم خصلة نقبلها منك ولا نجيبك إليها إلا خصلة من ثلاث فاختر أيها شئت ولا تطمع نفسك في الباطل، بذلك أمرني الأمير وبها أمره أمير المؤمنين وهو عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قبل إلينا، إما أجبتم إلى الإسلام الذي هو الدين الذي لا يقبل الله غيره وهو دين أنبيائه ورسله وملائكته.

 

وقد أمرنا الله أن نقاتل من خالفه ورغب عنه حتى يدخل فيه فان فعل كان له ما لنا وعليه ما علينا وكان أخانا في دين الله، فان قبلت ذلك أنت وأصحابك فقد سعدتم في الدنيا والآخرة، ورجعنا عن قتالكم ولم نستحل أذاكم ولا التعرض لكم، فان أبيتم إلا الجزية فأدوا إلينا الجزية عن يد وأنتم صاغرون نعاملكم على شيء نرضى به نحن وأنتم في كل عام أبدا ما بقينا وبقيتم ونقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من أرضكم ودمائكم وأموالكم ونقوم بذلك عنكم إذ كنتم في ذمتنا وكان لكم به عهد علينا، وان أبيتم فليس بيننا وبينكم إلا المحاكمة بالسيف حتى نموت عن آخرنا أو نصيب ما نريد منكم، هذا ديننا الذي ندين الله به ولا يجوز لنا فيما بيننا وبينه غيره فانظروا لأنفسكم.

 

فقال له المقوقس هذا ما لا يكون أبدا، ما تريدون إلا أن تتخذونا لكم عبيدا ما كانت الدنيا، فقال عبادة بن الصامت هو ذاك فاختر ما شئت، فقال له المقوقس فلا تجيبوننا إلى خصلة غير هذه الثلاثة خصال؟ فرفع عبادة يديه فقال لا ورب هذه السماء ورب هذه الأرض ورب كل شيء، ما لكم عندنا خصلة غيرها فاختاروا لأنفسكم، فالتفت المقوقس عند ذلك إلى أصحابه وقال قد فرغ القوم، فما ترون؟ فقالوا أو يرضى أحد بهذا الذل؟ أما ما أرادوا من دخولنا في دينهم فهذا ما لا يكون أبدا أن نترك دين المسيح بن مريم وندخل في دين غيره لا نعرفه، وأما ما أرادوا من أن يسبونا ويجعلونا عبيدا فالموت أيسر من ذلك لو رضوا منا أن نضعف لهم ما أعطيناهم مرارا كان أهون علينا.

 

فقال المقوقس لعُبادة قد أبى القوم فما ترى؟ فراجع صاحبك على أن نعطيكم في مرتكم هذه ما تمنيتم وتنصرفون، فقام عبادة وأصحابه، فقال المقوقس عند ذلك لمن حوله أطيعوني وأجيبوا القوم إلى خصلة من هذه الثلاث، فوالله ما لكم بهم طاقة ولئن لم تجيبوا إليها طائعين لتجيبنهم إلى ما هو أعظم كارهين، فقالوا وأي خصلة نجيبهم إليها؟ قال إذا أخبركم، أما دخولكم في غير دينكم فلا آمركم به، وأما قتالهم فأنا أعلم أنكم لن تقووا عليهم ولن تصبروا صبرهم، ولابد من الثالثة” فقالوا أفنكون لهم عبيدا أبدا؟ قال نعم، تكونوا عبيدا مسلطين في بلادكم آمنين على أنفسكم وأموالكم وذراريكم خير لكم من أن تموتوا عن آخركم وتكونوا عبيدا تباعوا وتمزقوا في البلاد، مستعبدين أبدا أنتم وأهليكم وذراريكم.