الدكرورى يكتب عن عبد الله
بن واقد القرشي ” جزء2″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع عبد
الله بن واقد القرشي، ويكنى
بأبي عبد الله، وهذه الكنية لا
تدل على أنه تزوج ورزق ولدا
سماه عبد الله، لا سيما أنه لا
يوجد ما يشير إلى أسرته
وعائلته في جميع المصادر التي
ترجمت له، أو تحدثت عنه،
ويُعرف ابن سعد بكاتب
الواقدي، وصاحب الواقدي،
والأول أكثر استعمالا، وقد
يكتفي بعضهم بلفظ الكاتب،
وانفرد السمعاني بقوله ”
ويعرف بغلام الواقدي ” وقد
لقب بذلك نظرا لملازمته
وأما عن الخليفه هشام بن عبد
الملك، والذى توفى عبد الله بن
واقد فى خلافته، فهو الخليفه
هشام بن عبد الملك الأموي
القرشي، وقد كان عاشر خلفاء
بني أمية، وفي عهده بلغت
الإمبراطورية الإسلامية أقصى اتساعها.
وقد حارب البيزنطيين واستولت جيوشه على ناربونه وبلغت أبواب بواتيه وهى فرنسا حاليا، حيث وقعت معركة بلاط الشهداء، وقد شهدت الفتوحات الإسلامية في عهد هشام بن عبد الملك تقدما كبيرا، وقد ولد الخليفه هشام بن عبد الملك في دمشق، وقد بويع للخلافة بعد وفاة أخيه يزيد، وتزايدت في عهده العصبية القبلية بين المضرية واليمانية، واشتعلت فتن وثورات عديدة في أنحاء الدولة، وفي عهده صار للدولة الأموية، إضافة للعاصمة الدائمة ومقر الخلافة دمشق، عاصمة صيفية وهي مدينة الرصافة على نهر الفرات بسوريا تسمى رصافة هشام عرفت بأنها جنات وبساتين مصغرة عن بساتين دمشق، وقد اهتم هشام بن عبد الملك بتنظيم الدواوين.
وعمل على رعاية العلم والثقافة، وترجمت في عهده الكثير من المؤلفات، وعمل على إصلاح الزراعة فجفف المستنقعات وزاد مساحة الأراضي المزروعة على ضفاف الأنهار وفي أرجاء الدولة، واهتم بالتوسعات، وحقق العديد من الانتصارات على الروم وفي جنوبي بحر الخزر، وقد تميز عهده بسيادة الأمان في بلاد الشام وأرجاء البلاد الإسلامية، وفى النهايه توفي الخليفه هشام بن عبد الملك بالرصافة، ويعتبر هو آخر الخلفاء الأمويين الأقوياء، ولقد كانوا حملة علم الحديث في كل زمان ومكان، أفنوءا في سبيل رواية الحديث النبوى الشريف سنين أعمارهم، وكانوا شهداء على أمة الإسلام في نقل مصادرها، وقد بزغ فجرهم من الصحابة.
ذلك الجيل الذي صحب خير الخلق وحبيب الحق النبى صلى الله عليه وسلم،ثم تابعهم التابعون من بعدهم، إنهم رواة الحديث النبوى الشريف الذين أخذوا على عاتقهم حمل علم الحديث النبوى الشريف، ونقله ليكتمل ديننا بمصادِره بعد القرآن الكريم، وهانحن نقف على أعتاب طبقة التابعين ونفتش عن أخبارهم وديارهم التي لازالت عامرة بعلمهم وفقههم، لنصل إلى التابعي الجليل عبد الله بن واقد، فعبد الله بن واقد، وهو التابعى الجليل وهو من عائلة اشتهرت فى الحديث النبوى الشريف فجده هو الصحابى الجليل عبد الله عبد عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، وهم من الصحابه المكثرين فى رواية الحديث النبوى الشريف، وهم من أهل المدينة المنوره، ومن علمائها.
وقد عاش التابعى عبد الله بن واقد فى المدينة المنوره ، حتى توفاه الله تعالى فى العام مائه وتسعة عشر من الهجرة النبويه الشريفه وكان عبد الله بن واقد روى الحديث عمن أدركهم من الصحابة الكرام، ومن أمثال جده عبد الله بن عمر، وأم المؤمنين السيده عائشه بنت أبى بكر الصديق، رضى الله عنهم أجمعين، وعن واقد بن عبد الله قيل، أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش إلى نخلة، فقال كن بها حتى تأتينا بخير من أخبار قريش، ولم يأمره بقتال، وذلك في الشهر الحرام، وذكر الحديث، قال فمضى القوم حتى نزلوا بنخلة.
فمر بهم عمرو بن الحضرمي، والحكم بن كيسان، وعثمان والمغيرة ابنا عبد الله، معهم تجارة، فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد الله، وكان قد حلق رأسه، فلما رأوه حليقاً قالوا عمار، ليس عليكم منهم بأس، فائتمر بهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من رجب، فأجمع القوم على قتلهم، فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واستأسر عثمان والحكم، وهرب المغيرة واستاقوا العير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لهم ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام، وقالت قريش قد سفك محمد الدم الحرام، فأنزل الله عز وجل فى سورة البقره “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل قتال فيه كبير” وواقد هذا أول قاتل من المسلمين، وعمرو بن الحضرمي أول مقتول من المشركين في الاسلام، وشهد واقد بدرا.