الإسراء والمعراج وآيات الله الكبري ” جزء 3″

الدكروري يكتب عن الإسراء والمعراج وآيات الله الكبري ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإسراء والمعراج وآيات الله الكبري ” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع الإسراء والمعراج وآيات الله الكبري، فعندما تنظر الى عدد كبير ترى سواد، ينظر عن يمينه يرى سواد عظيم فيضحك، وينظر عن يساره فيرى سواد عظيم فيبكي، قلت ما هذا يا جبريل ؟ قال هذا ابوك آدم، ينظر الى أبنائه من أهل الجنة فيضحك، وينظر الى ابنائه من أهل النار فيبكي، ولكن لماذا يضحك ولماذا يبكي ؟ وذلك لأنهم أبنائه، وإن هناك من أبنائه من استفاد من تجربته ودخل الجنة، وهناك من أبنائه من لم يستفيد من تجربته وأصبح من ابناء النار، لأن قصة أبو البشر آدم عليه السلام كانت كالمثال الواضح بالنسبة للبشرية، فجميع مواجهات البشر مع ابليس، هي نفس مواجهة أبو البشر آدم عليه السلام مع ابليس عليه لعنة الله، وهي نفس المواجهة وان اختلفت المواقف واختلفت الأسماء، ثم يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم على آدم عليه السلام.

فيقول له آدم مرحبا بالإبن الصالح، والنبي الصالح، والأخ الصالح، وفي السماء الثانية يري صلي الله عليه وسلم نبي الله عيسى ويحيي، ابنى الخالة عليهما السلام، وفي السماء الثالثة يري صلي الله عليه وسلم نبي الله يوسف عليه السلام وفي السماء الرابعة يري صلي الله عليه وسلم نبي الله ادريس عليه السلام وفي السماء الخامسة يري صلي الله عليه وسلم نبي الله هارون عليه السلام، وفي السماء السادسة يري صلي الله عليه وسلم نبي الله موسى عليه السلام وفي السماء السابعة والأخيرة يري صلي الله عليه وسلم نبي الله الخليل ابراهيم على نبينا وعليهم جميعا الصلاة والسلام، ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخليل ابراهيم عليه السلام مسندا ظهره الى البيت المعمور، والبيت المعمور هو بيت بحذاء الكعبة في السماء السابعة يتعبد اليه أهل السماء السابعة.

فالبيت المعمور هو فوق الكعبة مباشرة، وفوقه عرش الله سبحانه وتعالى، والخليل ابراهيم مسندا ظهره الى البيت يستريح لأنه تعب كثيرا في الدنيا، فعليك أخي المسلم إن كنت تريد أن تستريح في الآخرة فلابد عليك أن تتعب في الدنيا، ولذلك سئل الإمام احمد بن حنبل رحمه الله متى يجد العبد طعم الراحة ؟ قال مع أول قدم يضعها في الجنة، أما قبل ذلك فلا راحة، والخليل ابراهيم عليه السلام بعد أن يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الي أمة الحبيب صلي الله عليه وسلم برساله، فيقول نبي الله ابراهيم عليه السلام “يا محمد أقرأ أمتك منى السلام، وقل لهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأن غراسها “سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر” وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في معراجه، يمر برائحة طيبة، فيقول ما هذه الرائحة يا جبريل ؟

فيقول جبريل عليه السلام هذه رائحة ماشطة بنت فرعون، وهي امرأة مؤمنة بنبي الله موسى عليه السلام، تعمل ماشطة عند بنت فرعون، أي بمعني كوافيرة، وأثناء وهي تمشطها سقط المشط من يدها، فقالت بسم الله، قالت بنت فرعون أبي ؟ قالت ربي وربك ورب ابيك الله، قالت الفتاة لأخبرن أبي، ويحضرها فرعون ألك رب سواي، تقول له في ثبات ربي وربك الله، ويحضر فرعون بقرة من نحاس مجوفة وتحمي، ويحضر أولادها الأربعة، ويسالها مرة أخرى متحديا ألك رب سواي، فتقول ربي وربك الله، فيلقي أكبر أولادها، ثم يسالها ألك رب سواي، فتقول في ثباتها المذهل ربي وربك الله، فيلقي ولدها الثاني، حتى انتهي الى ولد لها رضيع، فتشبثت به، فتحدث الرضيع وقال يا أماه، اصبرى فانك على الحق، فكان هذا الصبى أحد أربعة تكلموا في المهد.

فانظر الى هذا التكريم فهذه رائحتهاهي وأولادها الأربعة رائحة طيبة تملأ السماء، ولماذا هذه الرائحة، لأنها تعذبت في الدنيا عذابا شديدا وهي تشم رائحة لحم ابنائها وهو يحرق، فيكون الجزاء من جنس العمل، ويطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الجنة ويطلع على أهل النار، ويطلع على أهل الجنة فيرى رجالا يزرعون ويحصدون، كلما حصدوا عاد الزرع كما كان فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله يخلف الله عليهم ما أنفقوا، حيث يقول تعالى ” وما أنفقتم من شيئ فهو يخلفه” وعن أبي هريرة رضى الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما اللهم أعطي منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعطي ممسكا تلفا”