الدكروري يكتب عن الإسراء والمعراج وآيات الله الكبري ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإسراء والمعراج وآيات الله الكبري ” جزء 4″
ونكمل الجزء الرابع مع الإسراء والمعراج وآيات الله الكبري، ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا وأقواما ترضخ رؤوسهم بالحجارة قال من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، فإن الرؤوس والعقول التى كانت تحترم المواعيد البشرية التى تحقق لها المصالح الدنيوية، وهو الذي لا يتأخر عن موعد عمله ابدا، ويستيقظ في الصباح الباكر، ويعود في آخر اليوم، ولكنها تنسى موعدها مع الله تعالى في موقفها بين يدى الله عز وجل في خمس صلوات، مثل هذه الرؤوس لا وزن لها ولا كرامة عند الله تعالي وتستحق يوم القيامة الرضخ والرمي بالحجارة، ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا تفتح أفواههم ويلقي فيها بكرات النار، ويسال من هؤلاء يا جبريل ؟ فيقول هؤلاء الذين كانوا ياكلون أموال اليتامي.
وكما ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا ونساءا أظافرهم من نحاس، يخمشون وجوههم وصدورهم، فيقول من هؤلاء يا جبريل ؟ يقول هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم، وكما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أقواما يسرحون كما تسرح الأنعام طعامهم الضريع وهو نبت ذو شوك فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟ فقال هؤلاء الذين لا يؤدون زكاة أموالهم، ويرى النبي صلى الله عليه وسلم رجالا يأكلون لحما نتنا خبيثا، وبين أيديهم اللحم الطيب النضج، فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء رجال من أمتك تكون عند أحدهم المرأة بالحلال فيدعها ويبيت عند امرأة خبيثة حتى يصبح، وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب ولغن فيه، أما النفس الهابطة فإنها لا تبالي أن يكون الفراش طاهرا أم نجسا.
ويرى النبي صلى الله عليه وسلم نساء معلقات من أثدائهن فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء اللواتي يدخلن على أزواجهن من ليس من أولادهن، وإن أجمل ما في الرجل هو غيرته، وأجمل ما في المرأة هو حياؤها، ولكن من علامات قرب الساعة هو زوال ذلك كما جاء في الأثر “إذا كان آخر الزمان رفع الله أربعة أشياء رفع البركة من الأرض، والعدل من الحكام والحياء من النساء، والغيرة من رؤوس الرجال” وإن البعض الآن شغله الشاغل في ليله ونهاره أن يظفر بالنظرة الحرام وباللمسة الحرام وبالمتعة الحرام، وإن النبي صلى الله عليه وسلم عندما بايع نساء مكة على ألا يزنين ولا يسرقن غطت “هند بنت عتبة”وجهها وقالت أو تزني الحرة يا رسول الله؟ واستكثرت أن تبايع على هذا الأمر الذي تستقبحه المرأة الحرة فضلا عن أن تكون امرأة مسلمة.
ويصل رسول الله صلى الله عليه وسلم، الى موضع فوجد جبريل عليه السلام قد وقف، فيصل النبي صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهي، ويقول صلى الله عليه وسلم ونظرت فاذا جبريل كالحلس البالي، فيقول جبريل يا محمد تقدم فأنت اذا تقدمت اخترقت، وأنا اذا تقدمت احترقت، ويتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ماذا راي النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهي ؟ لآ أحد يعلم، وإنه يعجز الكلام على أن يصف ماكان، ولذلك قال تعالى “اذ يغشى السدرة ما يغشى” ويعود النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الرحلة العظيمة، وترجوه أم هانيء بنت أبي طالب ألا يبلغ الناس بهذه الرحلة، أن يكتفي بأن يذكر أمر هذه الرحلة للمقربين منه، أو لمن يعلم ثبات عقيدتهم، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “والله لأحدثنهموه” والله لأخبرهم وان كذبوني.
وفي هذا الموقف درس لجميع الدعاة، وهو أن يبلغوا أمانة الله رضي الناس أم غضبوا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه واسخط عليه الناس” ويخبر النبي صلى الله عليه وسلم قريشا بما كان في هذه الليلة العظيمة، يخبرهم بمسراه من مكة الى بيت المقدس، ومعراجه من بيت المقدس الى السماء، ولقاءه بجبار السماوات والأرض، ويرتد ناس ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وهم بعض ضعاف العقيدة قد ارتدوا بعد الاسراء والمعراج، وجاءت قريش الى أبي بكر بن أبي قحافة رضى الله عنه، يقولون له انظر ما قاله صاحبك إنه يدعي أنه أتى في بيت المقدس وعاد في ليلة، ونحن نضرب إليه أكباد الإبل شهرا ذهابا وشهرا إيابا، فقال أبو بكر رضي الله عنه وهو قال ذلك، قالوا نعم، قال إن كان قد قال فقد صدق.