الدكرورى يكتب عن عمرو بن الحمق الخزاعي “جزء 2”
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع عمرو بن الحمق الخزاعي، وقد ذكر الواقدي أنه كان أحد الأربعة الذين دخلوا على عثمان بن عفان وقتلوه، حيث وثب على عثمان فجلس على صدره، وبه رمق، فطعنه تسع طعنات، وقال، أما ثلاث منهن فلله، وست لما كان في صدري عليه، وقد قيل أنه أسلم قبل فتح مكة وهاجر، وقيل إنه اسلم عام حجة الوداع والأقرب أنه هاجر إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية الذي كان أحد أهم بنوده، فمن احب من القبائل أن يتحالف مع النبي صلى الله عليه وسلم، فليتحالف، فتحالفت قبيلة خزاعة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر الكثير من افرادها إليه، وكان منهم عمرو بن الحمق الخزاعي، وقد سكن عمرو بن الحمق الشام.
ثم كان يسكن الكوفة، وقيل أنه كان من قتلة عثمان بن عفان، حيث حاصروا الخليفة الثالث وأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه، في داره مع كنانة بن بشر وابن عدي البلوي وغيرهم، ثم اصطف مع علي بن أبى طالب، فشهد معه الجمل وصفين، بعد انتهاء صفين، وبعد وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قد إصطف عمرو مع شيعة الإمام علي بن أبى طالب، فشهد معه الجمل وصفين، وبعد انتهاء صفين لم ترض النتيجة أتباع الإمام علي بن أبى طالب، فقاموا بتجميع قوتهم مرة أخرى إلا أن معاوية احكم قبضته فقيل ان معاوية بن ابي سفيان قتله مع عائلته، وان الصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي كان من سيوف أمير المؤمنين على بن أبى طالب.
فى قتاله وكان الصوت الذي صرخ بوجه معاوية بن أبى سفيان فآثر الموت على حياة، فكان بعد السقيفة وما رافقها من ويلات ومآسي وظلم بحق الإمام على بن أبى طالب وزوجته الطاهرة فاطمة الزهراء، وما تلاها من المجازر بحق المسلمين وغيرهم من الغزو والسلب والنهب وقتل مالك بن نويرة، الذي بشرّه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بالجنة وقومه وهم مسلمون، ونفي الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري إلى الصحراء حتى مات جوعا وعطشا إلى غيرها من الأعمال، فقد ابتليت الأمة الإسلامية بأعداء الإسلام وأعداء النبي صلى الله عليه وسلم، الألداء الذين لا زالوا يتربّصون به الدوائر ويكيدون له ما وسعهم، ولكن كان هناك رجال.
ومن أولئك الرجال العظماء الذين كانت له مواقف مشرقة ومشرّفة في الوقوف مع أمير المؤمنين على بن أبى طالب، في مواصلة مسيرة الإسلام والدفاع عن الشريعة الغراء بعد النبي صلى الله عليه وسلم، هو الصحابي الجليل الشهيد عمرو بن الحمق الخزاعي الذي كان من سيوف أمير المؤمنين في قتاله، فهو عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن ذراح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي، وقيل أنه لمّا بعث النبي صلى الله عليه وسلم، جماعة من الصحابة في بعثة، قال لهم ” إنكم ستلقون رجلا صبيح الوجه يطعمكم مِن الطعام ويسقيكم من الشراب ويهديكم الطريق، هو من أهل الجنة” فأقبلوا حتى انتهوا إلى عمرو بن الحمق الخزاعي.
فأمر فتيانه فنحروا جزورا، وحلبوا من اللبن، فبات القوم يطعمون مِن اللحم ما شاؤوا ويسقون مِن اللبن، ثم أصبحوا، فقال لهم، ما أنتم بمنطلقين حتى تطعموا أو تزوّدوا، فقام رجل منهم وضحك إلى صاحبه، فقال عمرو ولم ضحكت؟ فقال، أبشر ببشرى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال عمرو وما ذاك ؟ فقال، بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذا الفج، وأخبرناه أنه ليس لنا زاد ولا هداية الطريق، فقال ” ستلقون رجلاً صبيح الوجه يطعمكم الطعام ويسقيكم من الشراب ويدلكم على الطريق، هو مِن أهل الجنة ” فلم نلق من يوافق نعت النبي صلى الله عليه وسلم، غيرك، فركب عمرو بن الحمق معهم وأرشدهم على الطريق، ثم سار عمرو بن الحمق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى بايعه وأسلم.