الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 1”

الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 1”

الخليفة الثاني في الدولة الأموية وهو يزيد بن معاوية بن أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد ولد في الثالث والعشرين من شهر رمضان فى عام سته وعشرين للهجرة، وقد ولد في خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان، في قرية الماطرون وكانت أمه هي ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب، من كلب، وقد طلقها والده معاوية بن أبى سفيان فيما بعد، وقد عاش يزيد فترة من حياته في البادية بين أخواله لأمه فترة طفولته عندما طلق والده الصحابي معاوية والدته ميسون بنت بحدل.

إلا أن يزيد لم يستمر في العيش هناك، إذ عاد يزيد إلى دمشق بأمر من والده ليحضر مجالسه ويستفيد من سياسته، وعند عودة يزيد أحضر والده له المؤدبين، والعلماء، والنسابين، مثل دغفل بن حنظلة السدوسي الشيباني، مؤدبا ونسابة، وعبيد بن شرية الجرهمي، وهو عارف بأيام العرب وأخبار الماضين، وعلاقة بن كرشم الكلابي النسابة، وهؤلاء النسابون أثروا في يزيد، حيث يعتبر يزيد من النسابين الخبراء في النسب، وهو رأس الطبقة الثانية في طبقات النسابين، وكان الصحابي معاوية يأمر ابنه بالاستماع إلى وفود العرب التي تفد عليه ليأخذ من حكمتهم، وكان علماء اللغة يحضرون مجلسه، وقد تولى يزيد الخلافة بعد وفاة والده معاوية بن أبى سفيان في سنة ستين للهجرة.

ولم يبقي من معارضي فكرة توليته العرش، الأربعة، عند توليه الحكم، غير الصحابي الحسين بن علي بن أبي طالب والصحابي عبد الله بن الزبير، وفي سنة واحد وستين للهجرة اتجه الصحابي الحسين بن على، إلى العراق بعد أن أرسل أهلها إليه بالقدوم وأن يصبح أميرهم، ولكنه ما إن وصل هناك حتى تخلوا عن الفكرة ودخل الحسين في حرب مع جيش عبيد الله بن زياد انتهت باستشهاده، وقد مرت سنة اثنين وستين للهجرة بدون أحداث تذكر، ولكن معارضة الصحابي عبد الله بن الزبير في الحجاز وتهامة أخذت في النمو فثار أهل المدينة المنورة في سنة ثلاثه وستين للهجرة على يزيد وخلعوا بيعته وأظهر عبد الله بن الزبير شتم يزيد، وقام يزيد بتجهيز جيش لمحاربة عبد الله بن الزبير.

وأهل المدينة إن رفضوا العودة في طاعته، وقد انتهت سنة ثلاثه وستين للهجرة بانهزام أهل المدينة، واستمر حصار ومحاربة معارضي مكة المكرمة حتى وفاة يزيد بن معاوية في سنة أربعة وستين للهجرة، وفى سنة خمسة وأربعين للهجرة أرسل معاوية بن أبي سفيانه إبنه يزيد بجيش إلى الروم ومعه زوجته أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر، فنزل في دير سمعان ووجه الجنود ليقاتلوا وسميت باسم غزوة الطوانة، وهناك أصابهم وباء الجدري فتمثل بيتين في الوباء، فلما سمع معاوية كلامه حلف عليه إلا أن يلحق بالجيش، فكتب إليه يزيد بيتين من الشعر يجيبهم فيها عليه، ويعرف فتح طوانة بأنه هو حصار فرضه الجيش الأموي بقيادة الأمير مسلمة بن عبد الملك بن مروان وابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك على مدينة طوانة الرومية.

 

 

 

وقد صمدت مدينة طوانة في بداية الحصار فطالت فترة الحصار، فأمضى المسلمون في طوانة فواجهتهم مصاعب جمة وشدة كبيرة بسبب قلة الطعام والبرد والقتال، وبعد ذلك أرسل امبراطور الروم آنذاك جستنيان الثاني إلى أهل طوانة جيش لإغاثتهم ونصرتهم، ولكن الجيش الأموي انتصر عليهم، بعد ذلك اضطر أهل المدينة للاستسلام وبدأوا التفاوض مع المسلمين فوعدهم الجيش الأموي بالأمان، ولكن يقال إن المسلمين سبوا كثير من السكان إلى ديار الخلافة وتركت المدينة مهجورة، والمتفق عليه أن طوانة دُمرت إلى حد كبير وغنم المسلمين كثير من الغنائم، وفي سنة تسعه وأربعين للهجرة، بدأ معاوية بتجهيز جيش كبير ليغزو القسطنطينية، وجعل هذا الجيش بقيادة ابنه يزيد بن معاوية،