الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، وأرسل مع ابنه بسر بن أرطأة، وسفيان بن عوف، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وتم تقسيم الجيش الإسلامي إلى جيش بحري وجيش بري، وعلى عرش الدولة البيزنطية قسطنطين الرابع، والذي استعد لإيقاف الغزوة، واشترك في هذه الغزوة الكثير من الصحابة وأبنائهم مثل أبو أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، والحسين بن علي، وأبو ثعلبة الخشني، ويعود السبب في اشتراك الكثير من الصحابة وأبنائهم في هذه المعركة هو حديث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ” وهذا الحديث رواه البخارى، ويعرف حصار القسطنطينية الأول أو معركة سيلايوم البحرية.
وهي حملة أرسلها معاوية بن أبي سفيان بقيادة ابنه يزيد لمحاولة فتح القسطنطينية ولكنها بائت بالفشل لمناعة أسوار القسطنطينية، فانسحب المسلمون وانتصر الروم البيزنطيين، وكان لانتصارهم أهمية كبرى في بقاء دولتهم كما تراجع التهديد الأموي لبعض الوقت، وتم التوقيع على معاهدة سلام بعد فترة وجيزة، وبعدها اندلعت الثورات ضد الدولة الأموية، وقد استخدم اليونانيون النار الاغريقية لأول مرة في معركة سيلايوم البحرية، وقد أرسل معاوية بن أبي سفيان حملة برية فاخترقت آسيا الصغرى وافتتحت حصونا كثيرة في الأناضول حتى وصلت إلى سواحل بحر مرمرة، ثم بعث معاوية ابنه يزيد بن معاوية مددا لسفيان بن عوف وجعله أميرا شرفيا على الحملة ومعه نفر من أبناء الصحابة .
مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبو أيوب الأنصاري، وقد اشتبك المسلمون مع الروم في القتال، واستشهد الكثير من الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري الذي دُفن بالقرب من مدينة بورصة، ثم دُفن في أصل حصن القسطنطينية، وقد حال الشتاء القارس وصعوبة الإمدادات البشرية والتموينية، لبعد المسافة وضعف وسائل النقل في ذلك الوقت، ثم نقص الأطعمة والأغذية وتفشي الأمراض بين الجند، ومناعة القسطنطينية فحال ذلك كله دون فتح المدينة، ولقد حاول المسلمون اختراق أسوارها بعد حصارها إلا أنهم فشلوا في ذلك فعادوا دون خسائر كبيرة عام خمسين من الهجره، وقد تنبأ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بهذه الحملة ووعد أهلها المغفرة.
فقال فيما رواه البخاري عن أم حرام بنت ملحان قال صلي الله عليه وسلم “أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا، وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم” وكان الدرس الهام الذي خرج به الخليفه معاوية بن أبى سفيان، من هذه الحملة هو ضرورة تدعيم القوات البرية التي تغزو القسطنطينية بقوات بحرية ضخمة، حيث تحيط المياه بالمدينة من ثلاث جهات، وعكف على تجهيز هذا الأسطول مدة أربع سنوات استطاع خلالها تدريبه عمليا بإسترداد جزيرة رودس عام اثنين وخمسين من الهجره، وكان الروم قد استردوها أثناء فترة خلافة عثمان بن عفان، ثم جزيرة أرواد عام أربعة وخمسين من الهجره، والتي جعل منها المسلمون بعد ذلك مقرا لإدارة الحصار الثاني للقسطنطينية.
والذي بدأ عام أربعه وخمسين من الهجره، ويجب علينا أن علم جيدا أنه، لم يكن يزيد بن معاويه، هو أحد المرشحين لخلافة معاوية لحكم المسلمين في بادئ الأمر، بل حدد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، أن الخلفاء من بعده سيكون واحدا من ستة أشخاص وقد سماهم، وهم سعيد بن العاص، وعبد الله بن عامر، والحسن بن علي، ومروان بن الحكم، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وقد وصفهم معاوية بن أبى سفيان، بصفات حسنة كالفقه، والاهتمام بالحدود، والكرم، والدهاء، ولم يفكر الصحابي معاوية في أخذ البيعة ليزيد إلا بعد وفاة الحسن بن علي بن أبى طالب، وكان يرى أنه لم يبقي إلا ابنه وأبناء الصحابة وابنه أحق، لتمرسه السياسة ومعرفته بحاله وأن أهل الشام لا يقبلون إلا أمويا.