الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 5”

الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 5”

ونكمل الجزء الخامس مع الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، وعن توقفه عن إرسال الجيوش داخل البحر أو في الشواتي، والاقتصار على غزوات البر والصوائف، وافترق الناس وهم يثنون عليه، وكان فى عهده تم توسيع إحدى قنوات نهر بردى ونسبت إليه قناة يزيد، وكما فرض الخراج على أراضي يهود السامرة، وفرض على كل شخص خمسة دنانير، وفي عام ثلاثه وستين للهجرة غزا عقبة بن نافع السوس القصوى، وهو قائد من أبرز قادة الفتح الإسلامي الذين فتحوا بلاد المغرب في صدر الإسلام ولقب بفاتح أفريقية، وقد برز اسم “عقبة” مبكرا في ساحة أحداث حركة الفتح الإسلامي التي بدأت تتسع بقوة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث اشترك هو وأبوه نافع في الجيش الذي توجه لفتح مصر.

بقيادة عمرو بن العاص، والذي توسم فيه خيرا وشأنا في حركة الفتح، فأرسله إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ولكنه مهد السبيل أمام من جاء بعده لفتح البلاد، غير أن بلاد النوبة والسودان عموما لم تفتح حربا، فأسند إليه مهمة قيادة دورية استطلاعية لدراسة إمكانية فتح الشمال الأفريقي، وتأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم البربر ثم شارك معه في المعارك التي دارت في أفريقية وهى تونس الحالية، فولاه عمرو بن العاص برقة بعد فتحها، وعاد إلى مصر، وقد تعاقب عدة ولاة على مصر بعد عمرو بن العاص، ومنهم عبد الله بن أبي السرح، ومحمد بن أبي بكر ومعاوية بن حديج وغيرهم، وأقر جميعهم عقبة بن نافع في منصبه كقائد لحامية برقة.

ولكن عمرو بن العاص اختار عقبة في الحروب وقيل بأن ذلك لم يكن لصلة القرابة بينهما، بل لأنه يعرف مهارته في المبارزة والقتال، وفى عهد يزيد فقد غنم عقبه وسلم ثم عاد وقتل على يد كسيلة، وكسيله هو زعيم قبائل أوربة وصنهاجة الأمازيغية وكان ذلك فى زمن الفتح الإسلامي للمغرب، وهو حاكم إفريقية لبضع سنوات، ثم حدثت معركة بين كسيلة وزهير بن قيس البلوي وانتصر فيها، وزهير بن قيس البلوي، يرجع نسبة إلى بلي قبيلة من قضاعة أبو شداد وهو قائد مسلم له صحبة، وقد شهد فتح مصر تحت لواء عمرو بن العاص ثم استخلفه عقبة بن نافع على القيروان بعد أن أعاده يزيد بن معاوية إلى ولاية إفريقية سنة اثنين وستين للهجره، ولما قتل عقبة في حربه مع الروم وجيش كسيلة.

وكان قد أسلم ثم ارتد، زحف كسيلة إلى القيروان سنة أربعه وستين للهجره، فخرج زهير من القيروان وأقام في برقة، واحتل كسيلة القيروان ولما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة سنة خمسه وستين للهجره، ولاه أفريقية وأمده بمقاتلين فتوجه بهم لقتال كسيلة والروم والتقى الجمعان في موقع يدعى ممش، وغلب المسلمون وانتصروا وانهزم الروم والبربر الموالون لهم وقتل كسيلة، وانكسرت شوكته، وكانت هذه الواقعة من الوقائع الحاسمة، وقد أرسل الروم جيشا من القسطنطينية وصقلية في مراكب إلى برقة على الساحل الإفريقي، فعاد زهير إليها وقاتلهم، فقتل زهير في المعركة وقتل معه كثير من أصحابه، وكانوا من أشراف الصحابة والتابعين وقد جاء زهير بن قيس البلوي.

إلى بلاد المغرب غازيا مجاهدا وأبلى في معارك الجهاد والفتح بلاءً حسنا، وساهم في تلك الانتصارات التي أحرزتها الجيوش الفاتحة، وكان ذلك بجانب ما اشتهر به من التقوى والورع، وقد صحب عقبة بن نافع، والي طرابلس وأفريقية وهى تونس في غزواته ببلاد المغرب وعرف عقبة صدق زهير في جهاده وحسن بلاءه، فجعله في مقدمة جيشه ولما استشهد عقبة سنة ثلاثه وستين من الهجره، عزم زهير على مواصلة القتال وخالفه حنش بن عبد الله الصنعاني، ويقال أنه كان من أصحاب الرأي والنفوذ في الجيش، فعزم زهير على العودة إلى مصر بعد هذا الخلاف، وتتبعه كثير من الناس غير انه لم يواصل رحيله إلى مصر، فعرج بمن معه على إقليم برقة، وأقام بها مرابطا كما فعل عقبة بن نافع، من قبل.