الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 7”

الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 7”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 7”

ونكمل الجزء السابع مع الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، وكان قد قاد جيوش الصوائف أربعين سنة، وكان يقال له صحبة، ولم يصح أي لم يثبت أنه كان صحابيا، وقيل أنه كان صالحا كثير الصلاة بالليل، وقيل لم يكن له صحبة، وإنما كان من التابعين، والله أعلم، وكذلك أرسل صائفة أخرى في عام اثنين وستين للهجرة بقيادة الحصين بن النمير السكوني، والحصين بن النمير بن نائل السكوني الكندي كان قائدا عسكريا في الدولة الأموية، وأما عن تفاصيل حياته فهى غير معروفة إلا أنه قاتل في موقعة صفين وكان قائد قسم من جيش مسلم بن عقبة الذي استباح المدينة المنورة ثم قاد بقية الجيش عقب وفاة ابن عقبة المري وفق رغبة يزيد بن معاوية وحاصر عبد الله بن الزبير وضرب الكعبة بالمنجنيق.

وقاتل في ثورة التوابين وقتل حبيب بن مظاهر الأسدي وعلق رأسه على رقبه حصانه، وقد كان له دور كبير في جمع القبائل اليمانية في الشام لنصرة مروان بن الحكم وله أثر بارز في معركة مرج راهط، وقد أختلفت المصادر في وفاته فمن الإخباريين من قال أنه قتل، من قبل إبراهيم بن الأشتر النخعي، متأثرا بجراح أصابته ومنهم قال أنه قُتل خلال ثورة المختار الثقفي، وفي نفس العام غزا عبد الله بن أسد بن كرز القسري، قيسارية، وفي عام أربعه وستين للهجرة غزا يزيد بن أسد أرض الروم، ويزيد بن أسد بن كرز البجلي، هو ابن الصحابي أسد بن كرز بن عامر، وهو وجد خالد بن عبد الله بن يزيد القسري أمير العراق لهشام بن عبد الملك، وهو قائد يماني من الشجعان وذوي الرأي، وخرج مع بعوث المسلمين إلى الشام.

فسكن دمشق وكان فيها من ثقات معاوية وخاصته، ولما حوصر عثمان بن عفان في المدينة، هب يزيد من دمشق لنجدته بأربعة آلاف فارس من بجيلة الذين بالشام، فوصلها بعد مقتل عثمان، وقيل أنه كلمه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم “يا يزيد بن أسد حب للناس ما تحب لنفسك” وفي عام اثنين وستين للهجرة غزا سلم بن زياد، خوارزم فغنم مالا كثيرا، ثم اتجه إلى سمرقند فصالحوه، وسلم بن زياد بن أبيه، وهو أمير أموي، كنيته أبو حرب، وقد كانت إقامته بالبصرة، وقد ولاه يزيد بن معاوية خراسان سنة واحد وستين من الهجره، فذهب إليها، وغزا سمرقند، وكان جوادا، وقد أحبه الناس ومدحه الشعراء، ولما مات يزيد بن معاوية وابنه معاوية بن يزيد.

دعا سلم بن زياد أعيان خراسان إليه، وعرض عليهم أن يبايعوه على الرضا، إلى أن يستقيم أمر الناس على خليفة، فبايعوه سنة أربعه وستين من الهجره، ثم نكثوا بعد شهرين، فاستخلف عليهم المهلب بن أبي صفرة، ورحل إلى سرخس، ومنها إلى نيسابور، واجتمع بعبد الله بن خازم فأرسله إلى خراسان وعزل المهلب، وقامت فيها الفتنة على عبد الله بن خازم، وهو بعيد عنها، وتوفي سلم بن زياد، بالبصرة، وولى المنذر بن الجارود السند في هذه السنة وثغر قندابيل، ولما مات أخذها ابنه الحكم، ثم أرسل يزيد سنان بن سلمة ففتح الموقان، ثم أرسل عبد الرحمن بن يزيد الهلالي، كما وصل المسلمون إلى بخارى، وخجنده، ويارقند وختن في شمال شرق جبال الهملايا.

ولقد كان بعد رفض الصحابي الحسين بن على بن أبى طالب رضي الله عنه، لبيعة يزيد بن معاوية وكثرة من كتب إليه من أهل العراق أن يأتي إليهم، قام بإرسال مسلم بن عقيل إلى العراق ليتأكد من بيعتهم له، ومسلم بن عقيل الهاشمي القرشي هو ابن عم الحسين بن علي بن أبى طالب، وقد أرسله إلى أهل الكوفة لأخذ البيعة منهم، وهو أول من استشهد من أصحاب الحسين بن علي في الكوفة، وقد عُرف فيما بعد بأنه سفير الحسين، وهو يحظى بمكانه مرموقة ومتميزة في أوساط الشيعة، حيث يقيمون له مآتم العزاء في شهر محرم من كل عام، وتعرف الليلة الخامسة من المحرم في المجتمعات العربية الشيعية بليلة مسلم بن عقيل، ولما وصل مسلم بن عقيل إلى الكوفة، فقد نزل في بيت هانئ بن عروة واجتمع الناس عنده.