الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 10”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 10”
ونكمل الجزء العاشر مع الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، وعبد الله بن عمرو بن العاص هو صحابى ومن رواة الحديث النبوى الشريف، وقد أسلم الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، وهاجر إلى المدينة المنورة بعد سنة سبعه من الهجره، قبل إسلام أبيه الصحابي عمرو بن العاص الذي كان أحد سادات قريش، ومن بعدها أحد سادات المسلمين، وقد قال عبد الله بن عباس فى مقتل الحسين استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلت لولا أن يزري بي وبك لشبثت يدي في رأسك، وعبد الله بن عباس هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، وهو صحابي محدث وفقيه وحافظ ومفسر، وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرين لرواية الحديث.
وقد ولد في مكة في شعب أبي طالب قبل الهجرة النبوية بثلاث سنوات، وهاجر مع أبيه العباس بن عبد المطلب قبيل فتح مكة فلقوا النبي صلى الله عليه وسلم، بالجحفة، وهو ذاهب لفتح مكة، فرجعا وشهدوا معه فتح مكة، ثم شهد غزوة حنين وغزوة الطائف، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، قائلا ” اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ” وكان بعد ذلك بعد مقتل الحسين بن على ومن معه، قام والي المدينة بإرسال وفد من أهلها إلى يزيد، حيث وفدوا عليه في عام اثنين وستين للهجرة، إلا أنه لم يصح إسناد أي رواية عن هذا الوفد وما رأوه، وكان بعد عودة هذا الوفد، قد خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية وانضموا إلى عبد الله بن الزبير، واتهموا يزيد بشرب الخمر وترك الصلاة.
ورأسوا عليهم عبد الله بن مطيع وعبد الله بن حنظلة ومعقل بن سنان الأشجعي، وكان عبد الله بن مطيع بن الأسود وهو تابعي وأحد كبار أنصار عبد الله بن الزبير، ويعد من رواة الحديث النبوي فقد روى صحيح مسلم قال أخبرني عبد الله بن مطيع عن أبيه قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم، يقول يوم فتح مكة ” لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة ” وكان والده هو الصحابي مُطيع بن الأَسود بن حارثه العدوي القرشي، وأما عن معقل بن سنان فهو صحابى وقد شهد فتح مكة، ثم أَتى المدينة فأقام بها، وكان فاضلا تقيا، ثم ذهب عبد الله بن مطيع إلى محمد بن الحنفية ليخلع بيعة يزيد لكنه رفض، ثم اتجهوا إلى الوالي وحصروه مع بني أمية في دار مروان بن الحكم وخلعوا يزيد
وبعدها كتب مروان بن الحكم إلى يزيد يخبره أنهم محاصرون، ومحمد بن الحنفيه هو أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، وأمه خولة بنت جعفر الحنفية، فينسب إليها تمييزا عن أخويه الحسن والحسين، ويكنى أبا القاسم، حيث أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولد من علي بن أبي طالب أن يسمى باسمه ويكنى بكنيته، وقد ولد في خلافة عمر بن الخطاب سنة إحدى وعشرين للهجرة، وهو أحد الأبطال الأشداء، وكان ورعا واسع العلم ثقة له عدة أحاديث في الصحيحين، وكان قائدا كبيرا من قادة المعارك التي خاضها علي بن أبي طالب في الجمل وصفين حيث حمل الراية وأبلى بلاء حسنا وكان أبوه يعتمد عليه كثيرا في هذه الحروب رغم صغر سنه، لذا ساعدت هذه المرحلة كثيرا على صقل شخصيته.
وقد قيل لمحمد ابن الحنفية ذات مرة لماذا يغرر بك أبوك في الحرب، ولا يغرر بالحسن والحسين؟ فقال إنهما عيناه، وأنا يمينه، فهو يدفع عن عينيه بيمينه، وكان مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي القرشي وهو رابع خلفاء الدولة الأموية في دمشق، وهو مؤسس الدولة الأموية الثانية، رغم قصر فترة حكمه، ولكن يمتاز مروان بن الحكم بأنه مؤسس السلالة التي حكمت العالم الإسلامي، ومن ثم حكمت الأندلس، ولما وصل الخبر إلى الخليفه يزيد بن معاويه، وكان مريضا، فقال لقد بدلوا الحلم الذي مني، فبدلت قومي غلظة بليان، ولقد بلغ يزيد أن عبد الله بن الزبير اتهمه بشرب الخمر، فقال أبلغ أبا بكر إذا الجيش انبرى، وهبط القوم على وادي القرى، أجمع سكران من القوم ترى، أم جمع يقظان نفى عنه الكرى.