الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 12”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 12”
ونكمل الجزء الثاني عشر مع الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، وكانت أمه هى جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، وهو أحد رواة الحديث النبوي الشريف، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، يطوف بالبيت على ناقة، وكان عبد الله بن حنظلة على رأس الثائرين على يزيد بن معاوية، في وقعة الحرة ، وقد وفد في بنيه الثمانية على يزيد بن معاوية فأعطاهم مائتي ألف وخلعا، فلما رجع قال له كبراء المدينة ما ورائك قال جئت من عند رجل لو لم أجد إلا بني لجاهدته بهم، قالوا إنه أكرمك وأعطاك قال وما قبلت إلا لأتقوى به عليه وحض الناس فبايعوه وأمر على الأنصار، وأمر على قريش عبد الله بن مطيع، وعلى باقي المهاجرين معقل بن سنان الأشجعي، ونفوا بني أمية من المدينة، فجهز يزيد بن معاوية لهم جيشا.
عليه مسلم بن عقبة ويدعى مسرفا المري في اثني عشر ألفا ، فكلمه عبد الله بن جعفر في أهل المدينة فقال دعني أشتفي لكني آمر مسلم بن عقبة أن يتخذ المدينة طريقه إلى مكة فإن هم لم يحاربوه وتركوه فيمضي لحرب ابن الزبير وإن حاربوه قاتلهم فإن نصر قتل ونهب المدينة ثلاثا ثم يمضي إلى ابن الزبير، وبكن بعد وصول مسلم بن عقبة إلى المدينة قد قام بتوزيع جيشه، وتم إقناع بني حارثة أن يدخلوهم المدينة من عند بيوتهم، فلما دخلوا تشتت جيش أهل المدينة وهربوا إلى بيوتهم ليحموا أهلهم، وقد قام قادة الجيش المدني بالذهاب إلى المنفذ الذي توافد منه أهل الشام، وذلك في محاولة لوقف دخولهم، مما أعطى الفرصة لأهل الشام في ردم الخندق والدخول من هناك بعد انسحاب الناس، وكان عدد القتلى سبعمائة رجل.
منهم أربعه من الصحابة كما قال الإمام مالك، وقد انتهبت بعض البيوت بعد المعركة من بيوت أهل المدينة، وأدى هذا لترك أحمد بن حنبل رواية الحديث عن يزيد، وأتي بعلي بن الحسين فأكرمه حيث لم يخرج أحد من آل البيت ولا بني عبد المطلب مع أهل المدينة، ثم بايع الناس كلهم ليزيد بيعة جديدة، وكان بعد وفاة الخليفة معاوية بن أبى سفيان، قد تثاقل الصحابي عبد الله بن الزبير، عن بيعة يزيد وشتمه، فغضب يزيد وحلف ألا يؤتى به إلا في الأغلال، وأرسل إليه وفدا يضم الصحابي النعمان بن بشير، عبد الله الأشعري وعبد الله الفزاري، وكان النعمان هو، النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي، ويكنى أبو عبد الله وهو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان أول مولود ولد في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهرا فأتت به أمه وهى أخت عبد الله بن رواحة، تحمله إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبشرها بأنه سيعيش حميدا ويُقتل شهيدا ويدخل الجنة، وقد تمتع النعمان بن بشير، بمنزلة كبيرة بين الصحابة فكان معاوية يقول يا معشر الأنصار تستبطئونني وما صحبني منكم إلا النعمان بن بشير، وقد رأيتم ما صنعت به وكان ولاه الكوفة وأكرمه، وكان عبد الله بن مسعدة الفزاري، هو من صغار الصحابة، وهو من قادة العصر الأموي، وأرسل معهم كتابا يحلف فيه عليه إلا أن يأتي وفي يده الأغلال وأرسل قيدا من فضة وبرنسا، ليلبسه عليه فلا يظهر، إلا أن عبد الله بن الزبير رفض وقال إني لمن نبعة صم مكاسرها، إذا تناوحت القصباء والعشر.
فلا ألين لغير الحق أسأله، حتى يلين لضرس الماضغ الحجر، وقد رفض عبد الله بن الزبير، أن يبايع يزيد، وقد حاول يزيد أن يدخل عبد الله بن الزبير في البيعة، فأرسل إليه يزيد يقول أذكرك الله في نفسك، فإنك ذو سن من قريش، وقد مضى لك سلف صالح، وقدم صدق من اجتهاد وعبادة، فأربب صالح ما مضى، ولا تبطل ما قدمت من حسن، وادخل فيما دخل فيه الناس، ولا تردهم في فتنة، ولا تحل ما حرم الله، إلا أن عبد الله بن الزبير واصل رفض تقديم البيعة ليزيد بن معاويه، وبعد رفض عبد الله بن الزبير بيعة يزيد، ورفضه الصلاة خلف والي مكة والحج معه، جمع كل من دعمه من أهل مكة فكان يصلي بهم ويستشير كبارهم ويشاورهم ويحج بهم، قرر يزيد أن يرسل من يقبض على عبد الله بن الزبير.