الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك “جزء 1”

الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــــرورى

الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك “جزء 1”

الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، هو الخليفة الأموي السابع، وقد كان حكمه من الخامس عشر من شهر جمادى الآخرة فى عام سته وتسعين من الهجره، وحتى وفاته، وكانت مدة خلافته سنتين وثمانية أشهر، وقد كان سليمان بن عبد الملك واليا على فلسطين في عهد والده الخليفة عبد الملك بن مروان، ثم في عهد أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقد تعلم على يد التابعي رجاء بن حيوة، وهو رجاء بن حيوة الكندي الشهير بابن جرول وقيل ابن جزل، وقيل ابن جندل أبو نصر الكندي الأزدي، ويقال الفلسطيني، والفقيه، وهو من جلة التابعين، ولجده جرول بن الأحنف صحبة فيما قيل يكنى بأبي المقدام، وهو فقيه وخطاط وقد اشتهر بأنه أحد المهندسين الاثنين الذين أشرفا على تفاصيل الزخارف والنقوش الإسلامية.

داخل قبة الصخرة في القدس وقد ولد رجاء في بيسان في فلسطين وعاش فيها وكان ملازما للخليفة عمر بن عبد العزيز، وقد قال عنه أبو نعيم الأصبهاني ومنهم الفقيه المفهم المطعام مشير الخلفاء والأمراء رجاء بن حيوة أبو المقدام وقد عينه الخليفه عبد الملك بن مروان وزيرا ومستشارا له، بعد أن ذاع صيته بين العلماء، وكان من مستشاري الخليفه سليمان بن عبد الملك وممن أشار عليه بتولية عمر بن عبد العزيز من بعده، وقد أجار سليمان بن عبد الملك، عنده يزيد بن المهلب أحد المعارضين الرئيسيين للحجاج بن يوسف، حيث كان سليمان يستاء من الحجاج، ويزيد هو يزيد بن المهلب بن سراق بن صحيح بن كندة بن عمرو بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو.

وهو مزيقياء بن عامر وهو ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد الأزدي وكان يكنى بأبي خالد، وكان أمير، وكان قائد وأحد الشجعان الأجواد، وقد ولي خراسان بعد وفاة أبيه المهلب بن أبي صفرة وكان فى سنة ثلاثه وثمانين من الهجره، فمكث نحوا من ست سنين ثم عزله عبد الملك بن مروان برأي الحجاج بن يوسف، وكان أمير العراقين في ذلك العهد، وكان الحجاج يخشى بأسه فلما تم عزله قام الحجاج بحبسه، وقد ظل في الحبس مدة ثم استطاع الهرب إلى الشام ليحتمي بجوار سليمان بن عبد الملك، فولاه سليمان بعد موت الحجاج العراق ثم خراسان، فعاد إليها وافتتح جرجان وطبرستان، ثم نقل إلى إمارة البصرة، فأقام فيها إلى أن استخلف عمر بن عبد العزيز.

وقد أسس الخليفه سليمان بن عبد الملك، مدينة الرملة وفيها قصره والمسجد الأبيض، والرملة هى من أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية، وتقع اليوم في اللواء الأوسط على بعد ثمانيه وثلاثين كيلو متر شمال غرب القدس، وقد تأسست على يد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وسميت نسبة إلى الرمال التي كانت تحيطها، وتقع الرملة على الطريق القديمة بين يافا والقدس ولذلك كانت موقعا استراتيجيا مهما وأصبحت مركزا إداريا للمنطقة بعد تأسيسها بقليل، وكانت طريق الرملة الطريق الوحيدة بين المركز التجاري في تل أبيب والمؤسسات الحكومية الإسرائيلية في القدس، وقد تقلصت أهمية الرملة والطريق العابرة فيها، وقد حلت محل اللد، وتطورت الرملة وأصبحت مركزا اقتصاديا.

وكذلك موطنا للعديد من العلماء المسلمين، واستمرت كعاصمة إدارية لولاية فلسطين حتى القرن الحادي عشر، وتحتوي الرملة على العديد من المواقع الأثرية الهامة، ومنها بقايا قصر الخليفه سليمان بن عبد الملك، والجامع الكبير، وبركة العنزية شمال غرب الرملة بحوالي واحد كيلو متر، والجامع الأبيض ومئذنته، وقبر الفضل بن العباس، ومقام النبي صالح عليه السلام، وكان المسجد الأبيض في الرملة أو المسجد الكبير، وهو مسجد أثري يعود بناؤه للعهد الأموي في فلسطين، ويقع في البلدة القديمة لمدينة الرملة الفلسطينية، وقد أمر ببناءه الخليفة سليمان بن عبد الملك، وتم الانتهاء من بنائه في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، بعد فتح فلسطين وبلاد الشام كلها.