الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك “جزء 4”

الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــــرورى

الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك “جزء 4”

ونكمل الجزء الرابع مع الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وكان للخليفه سليمان أربعة أخوة أشقاء من أمه وأبيه، وهم الوليد بن عبد الملك، ومروان الأكبر بن عبد الملك، وداود بن عبد الملك، وعائشة بنت عبد الملك، وأما أخوته لأبيه فهم كثيرين، وكانوا هم يزيد، ومروان، ومعاوية، وأم كلثوم، وهشام، وأبو بكر واسمه بكار، والحكم، وفاطمة، عبد الله، ومسلمة، والمنذر، وعنبسة، ومحمد، وسعيد، والحجاج، وقد ولد الخليفه سليمان بن عبد الملك سنة أربعه وخمسين من الهجره، في المدينة المنورة في بني جزيلة، ونشأ بالبادية، في أخواله بني عبس، وكان ولادته ونشأته في عهد معاوية بن أبي سفيان، الذي أسس الدولة الأموية، واستلم الخلافة في عام واحد وأربعين من الهجره، وقد توفي معاوية سنة ستين من الهجره، وقد خلفه ابنه يزيد بن معاوية.

وقد توفي يزيد بن معاويه في سنة أربعه وستين من الهجره، ثم خلفه ابنه معاوية بن يزيد الذي ما لبث أن توفي بعد شهرين في سنة أربعه وستين من الهجره، وقد اضطربت الدولة الأموية، وبويع عبد الله بن الزبير بالخلافة في جميع الولايات إلا ولاية الشام، وقام بطرد العمال الأمويين من المدينة المنورة، وخرجوا إلى الشام، واختلف بنو أمية على خليفة معاوية بن يزيد، فذهب البعض إلى خالد بن يزيد بن معاوية رغم كونه حدثا في تلك الفترة، ومال البعض لاختيار مروان بن الحكم، إلا أن الاجتماع الذي تم بالجابية رجّح كفة مروان لكبر سنه ومن بعده خالد بن يزيد ومن بعده عمرو بن سعيد الأشدق، وبايع بنو أمية مروان بن الحكم، وأيده أهل الشام، بينما شكلت الضحاك بن قيس والقبائل القيسية تحالفا مع ابن الزبير.

وقد سيطرت على شمال سوريا والجزيرة، لكن تم قتل الضحاك في نهاية سنة أربعه وستين من الهجره، في مرج راهط، واستعاد مروان سيطرته على سوريا ومصر، وقد خلفه ابنه عبد الملك بن مروان والد سليمان، الذي استعاد ما تبقى من الخلافة بحلول عام ثلاثه وسبعين من الهجره، وقد عيّن عبد الملك بن مروان ابنه سليمان على جند فلسطين، وكانت جند فلسطين من قبل تحت إمارة عم أبيه يحيى بن الحكم وأخي أبيه أبان بن مروان، وفي عام واحد وثمانين من الهجره، قاد سليمان قافلة الحج الخارجة من فلسطين إلى مكة، وبعد وفاة عبد العزيز بن مروان، سارع عبد الملك بن مروان إلى أخذ البيعة لولديه الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك بولاية العهد من بعده.

وكان سليمان بن عبد الملك يتصف بالجمال وعظيم الخلقة والنضارة وكان طويلا أبيض الوجه مقرون الحاجبين، وكان فصيحا بليغا معجبا بنفسه مفوها مؤثرا للعدل محبا للغزو، ويقال انه حج عام سبعة وتسعين من الهجره، فمر على المدينة المنورة والتقى بأبو حازم وقال له ألا تنصحني، فقال أبو حازم إن آباؤك قهروا الناس بالسيف واخذوا الملك عنوة من غير مشورة من المسلمين فغشي عليه من هول ما سمع، وهو صاحب العفو والسماح جميل الخلق والخلقة، وكان أعظم حسنة فعلها أن ولى من بعده الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وكان الخليفه سليمان بن عبد الملك عهده مليئ بالإنجازات، فكان فى عهده.

هو عدله بين الناس الواضح في تعاملة وإطلاق اسم مفتاح الخير عليه من قبل العامة، وأيضا اختياره للخليفة عمر بن عبد العزيز لتولى الخلافة من بعده، ولم يكن متساهلا في التعامل مع المخطئين ومن ثبت أنهم ارتكبوا بعض الأخطاء، وقد عزل محمد بن القاسم الثقفي وهو فاتح بلاد السند، وأتي به مقيدا، حيث وضع في السجن وظل به إلى أن لقي ربه، ومن العجيب أن هذا البطل الذي قتله أهله وعشيرته حزن عليه أهل السند الذين فتح بلادهم لما رؤوا فيه من عدل وسماحة وحرية، وكذلك بموسى بن نصير حيث عاقبه في بادئ الأمر بعد فتح الأندلس، ثم لم يلبث أن عفا عنه، حتى إنه صاحبه في حجته سنة سبعة وتسعين من الهجره، وأما قتيبة بن مسلم الباهلي، فهو فاتح بلاد ما وراء النهر وهو من قادة الحجاج بن يوسف الثقفى .