عويم بن ساعدة الأنصاري ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن عويم بن ساعدة الأنصاري ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ومع الأنصار أصحاب بيعة العقبة الأولى والثانية، الذين

أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم فهم الذين نصروه وأيدوه ووقفوه بجواره صلى الله عليه وسلم وكان من بينهم الصحابي الأنصاري سيد الأوس سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس، الذى أسلم بعد بيعة العقبة الأولى، وفي غزوة الخندق في السنة الخامسة للهجرة، عندما حاصر المشركون المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وسلم، قرابة شهر، وقد فكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقيم صلحا معهم ويعطيهم ثلث ثمار المدينة فيذهبوا بقومهم وينصرفوا، وطلب مشورة الصحابى الجليل سعد بن عبادة والصحابى الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنهما بذلك.

فرفض سعد أن يواجه المشركين إلا بالسيف، وقال ليجهدوا علينا، وقد أصيب سعد يوم الخندق بعد أن رماه رجل من قريش يدعى حبان بن عرقل، وقد كانت إصابته في الأكحل، وهو عرق في منتصف الذراع، فأقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم، خيمةً في المسجد، ليزوره بعد انتهاء الغزوة، وقد وردت عدة أقاويل في كيفية موت سعد بعد إصابته في الغزوة، ومنها ما جاء في الحديث عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت ” ثم إن كلْمه تحجر للبُرء، فقال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك.

وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتي فيها، قال فانفجرت لبّته، فلم يرعهم، ومعهم أهل خيمة من بني غفار إلا والدم يسيل إليهم، فقالوا، يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد جرحه يغذ دما فمات منها” وكانت وفاة الصحابى الجليل سعد بن معاذ في أواخر ذي القعدة أو أوائل ذي الحجة من سنة خمس للهجرة، أما عن الصحابى الجليل عويم بن ساعدة، فهو صحابي من الأنصار من بني أمية بن زيد من الأوس، وكان واحدا من الثمانية الذين لقوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بمكة، فعرض عليهم الإسلام، فأسلموا، ومهدوا لإسلام الأنصار، وقد شهد عويم مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها.

وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب، وهو ابن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية أبو عبد الرحمن الأنصاري وهو من بني عمرو بن عوف، وهو بدري كبير، وقد شهد العقبتين في قول الواقدي، وقد شهد الثانية بلا نزاع ، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمر بن الخطاب، وقال ابن إسحاق بل بينه وبين حاطب بن أبي بلتعة، وعن عباد بن حمزة أنه سمع جابر بن عبد الله، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول “نعم العبد من عباد الله والرجل من أهل الجنة عويم بن ساعدة” وقيل كان أول من استنجى بالماء، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال إن الرجلين الصالحين اللذين لقيا أبا بكر الصديق، وعمر بن الخطاب.

وهما يريدان سقيفة بني ساعدة ، فذكرا ما تمالأ عليه القوم، وقالا أين تريدان ؟ قالا نريد إخواننا من الأنصار، فقالا، لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم، وقال ابن شهاب، فأخبرني عروة أنهما عويم بن ساعدة ومعن بن عدي، وقيل أن عويم ممن نزلت فيه آية فى سورة التوبة ” فيه رجال يحبون أن يتطهروا” فكان عويمر من الذين أثنى عليهم المولى عز وجل ووصفهم بأنهم يحبّون أن يتطهروا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، لما نزلت هذه الآية بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة فقال له ” ما هذا الطهور الذى أثنى الله عليكم به ” فقال يا رسول الله، ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل مقعده.