روسيا وأوكرانيا: ما هى الأسلحة التى ستقدمها الولايات المتحدة لكييف والى أى مدى ستساعد؟

روسيا وأوكرانيا: ما هى الأسلحة التى ستقدمها الولايات المتحدة لكييف والى أى مدى ستساعد؟

متابعة/أيمن بحر

في حديث مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب نشرت القوات المسلحة الأوكرانية على موقع تويتر صوراً لحطام محترق لدبابة روسية وبجواره جندى أوكرانى يحمل أسلحة قيل إنها هي التى تسببت فى إحداث هذا الدمار. وكانت الصور مصحوبة بتعليق يبتهج بالنصر ويقول إن هذا كان نتيجة ضربات من نظام جافلين الصاروخى المضاد للدبابات على معدات عسكرية (روسية) . ويمكن التحكم فى نظام جافلين، وهو سلاح مضاد للدبابات يُحمل على الكتف ويطلق صواريخ حرارية تندفع بإتجاه أهداف على بُعد يصل إلى أربعة كيلومترات (2.5 ميل)، عن طريق وحدة محمولة لا تبدو مختلفة كثيراً عن وحدة التحكم فى ألعاب الفيديو – لكن يمكنها إرسال مقذوف بطول متر مباشرة عبر جانب أو أعلى دبابة مصفحة.

إن مجرد وجود أسلحة أمريكية الصنع يسبب الذعر بين القوات الروسية، كما يزعم الجيش الأوكرانى – وهو على وشك الحصول على 2000 آخرين من هذه الأسلحة.

وتعد صواريخ جافلين من بين الأسلحة التى وعدت الولايات المتحدة بتقديمها لأوكرانيا ضمن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 800 مليون دولار (608.3 مليون جنيه إسترلينى) أعلن عنها الرئيس الأمريكى جو بايدن يوم الأربعاء.

وتشمل الأسلحة الأخرى طائرات بدون طيار يمكن تحويلها الى قنابل طائرة وأسلحة مضادة للطائرات يمكنها إستهداف مروحيات من السماء.
لكن هل ستساعد هذه الشحنات العسكرية أوكرانيا فى التغلب على قوة الغزو الروسية الأكثر عددا والأفضل تجهيزاً؟.

تشمل المساعدات الأمريكية الجديدة لأوكرانيا مجموعة واسعة من المعدات العسكرية بما فى ذلك 25,000 مجموعة من كل من الدروع الواقية للبدن والخوذ، بالإضافة الى بنادق وقاذفات القنابل اليدوية وآلاف الأسلحة الأخرى المضادة للدبابات وأكثر من 20 مليون طلقة من الذخيرة.

وبالإضافة الى صواريخ جافلين، تشمل أقوى الأسلحة التى تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا 800 نظام ستينغر المضاد للطائرات، والذى إشتهر فى السابق بإسقاط الطائرات السوفيتية فى أفغانستان.

وتخطط الولايات المتحدة أيضاً لشحن 100 نظام جوى تكتيكى بدون طيار – طائرات صغيرة بدون طيار – والتى غالباً ما يتم إطلاقها يدوياً وتكون صغيرة بما يكفى لتناسب حقائب الظهر.
ويمكن للجنود إستخدامها لتوسيع نطاق ساحة المعركة أو فى بعض الحالات، للهجوم وبشكل أساسى لصنع قنابل طائرة يمكن توجيهها الى الأهداف من مسافة بعيدة.

ويرفع إعلان بايدن يوم الأربعاء الماضى المبلغ الإجمالى للمساعدات العسكرية التى تعهدت الولايات المتحدة بتقديمها لأوكرانيا الى مليار دولار فى الأسبوع الماضى وحده – وهو تسارع كبير بالمقارنة مع 2.7 مليار دولار مقدمة خلال الفترة بين 2014 وبداية 2022.
ووصف جون هيربست السفير الأمريكى السابق فى كييف، ما يحدث بأنه تطور هام ويعالج أوجه القصور السابقة.
وقال هيربست: ليس هناك شك فى أن بايدن وفريقه كانوا خجولين للغاية فى تقديم الدعم لأوكرانيا مشيراً الى أنهم قد إستجابوا لهذا الضغط فى نهاية المطاف.

يقول خبراء عسكريون إن الأسلحة المضادة للدبابات التى تقدمها الولايات المتحدة من المرجح أن يكون لها تأثير كبير فى أوكرانيا.

وقال الكولونيل السابق بالجيش الأمريكى كريستوفر ماير إن القوات الروسية الغازية هى قوات ميكانيكية فى الأساس – أى قوافل مدرعة – لذا فإن أفضل شئ يمكنك القيام به هو تدمير هذه المركبات. وقال ماير إن أوكرانيا تلقت مجموعة متنوعة من الأنظمة المضادة للدبابات من عدة دول، وهو ما يساعد على زيادة فتك القوات الأوكرانية ضد المركبات الروسية. وأضاف: إذا منحتهم مجموعة متنوعة من الأنظمة المضادة للدبابات فإن ذلك سيوفر لهم فرصاً متعددة لإختراق أى أنظمة حماية دفاعية خاصة للدبابات.

ويقول المسئولون الأوكرانيون إنهم يستخدمون الأسلحة بشكل فعال، لكن لا يمكن التحقق من مزاعمهم بشكل مستقل. وإعتباراً من 16 مارس/آذار زعموا أنهم دمروا أكثر من 400 دبابة وأكثر من 2,000 مركبة روسية أخرى.
ومع ذلك فإن الأسلحة المضادة للدبابات لا تفعل شيئاً لمساعدة أوكرانيا فى مواجهة سلاح الجو الروسى، الذى يشن هجمات منذ ثلاثة أسابيع على أهداف مختلفة فى جميع أنحاء البلاد.

إن نظام ستينغر المحمول على الكتف هو السلاح الوحيد المضاد للطائرات ضمن حزمة المساعدات الأمريكية. ويُستخدم هذا النظام فى النزاعات حول العالم منذ عام 1981. وكان أشهر إستخدام له فى أفغانستان، حيث ساعدت صواريخ ستينغر التى قدمتها الولايات المتحدة فى إسقاط مئات الطائرات والمروحيات الروسية خلال الإحتلال السوفيتى.

وتتسم صواريخ ستينغر بالفعالية ضد طائرات الهليكوبتر التى تحلق على إرتفاع منخفض أو الطائرات التى تحلق على إرتفاع يصل الى 3,800 متر (12,400 قدم) وهو ما يجعلها غير مجدية نسبياً ضد القاذفات الروسية التى تحلق على إرتفاع أعلى. وقال هيربست إن حديث الإدارة الأمريكية عن صواريخ ستينغر كجزء من حزمة المساعدات لأوكرانيا هو علامة على الضعف. وأضاف: إنهم بحاجة الى المزيد من صواريخ ستينغر، وليس هناك شك فى ذلك، لكنهم يحتاجون أيضاً الى أسلحة مضادة للطائرات على إرتفاعات أعلى لكن جرى تجاهل هذا الأمر بشكل خطير.
بينما ألمح البيت الأبيض الى أن أسلحة الإرتفاعات العالية – مثل صاروخ إس 300 المضاد للطائرات من الحقبة السوفيتية – قد تتجه الى أوكرانيا عبر دول أخرى، لم يتم الإعلان عن أى شئ رسمى فى هذا الصدد.

وأعرب المسئولون فى سلوفاكيا عن إستعدادهم لإرسال هذه الأنظمة الى أوكرانيا بشرط أن يحصلوا على بديل لها. وتشير تقارير الى أن دولتين آخريين من حلفاء الناتو – اليونان وبلغاريا – تمتلكان هذه الأنظمة.

كما رفضت الولايات المتحدة مقترحات بأن تنقل بولندا طائراتها المقاتلة من طراز ميغ 29 الى أوكرانيا حتى يمكنها مواجهة سلاح الجوى الروسى. ووصف المسئولون الأمريكيون هذه الخطة بأنها لا يمكن دعمها بسبب زيادة خطر نشوب صراع مفتوح بين الناتو وروسيا.

ومع ذلك، قال ماير إن نقل طائرات من طراز ميغ 29 أو طائرات مماثلة من قبل حلفاء الولايات المتحدة – بمباركة الإدارة الأمريكية – سيكون وسيلة فعالة لمساعدة أوكرانيا فى القتال من أجل السيطرة على أجوائها. وأشار الى أن الإتحاد السوفيتى قدم كلا من الطائرات والطيارين لفيتنام الشمالية لمواجهة الطائرات الأمريكية بدون أن يؤدى ذلك الى مواجهة على نطاق أوسع.

الولايات المتحدة ليست وحدها التى تقدم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، إذ قدمت 30 دولة أخرى على الأقل المساعدة لكييف، بما فى ذلك 500 مليون يورو (551 مليون دولار) من الإتحاد الأوروبى وهى سابقة تاريخية لم تحدث من قبل. بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة المساعدات الجديدة قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن هناك حاجة ماسة الى المزيد من الدعم.

وقال: نحتاج الى دعم أكثر مما نحصل عليه الآن مطالباً بالحصول على أنظمة دفاع جوى وطائرات وأسلحة وذخائر فتاكة كافية لوقف المحتلين الروس.
وقال ماير إنه يعتقد أن إمدادات الأسلحة الأمريكية التى تم التعهد بها حتى الآن ربما تكون كافية فقط للسماح للأوكرانيين بالموت بشكل بطولى. وأضاف: يجب أن نكون أكثر جرأة فى منحهم ما لدينا. يجب أن نمنحهم على الأقل نفس نوعية وكمية الأشياء التى قدمها الإتحاد السوفيتى لفيتنام الشمالية خلال حربنا معهم.
وقال هيربست إن حزم المساعدات الإضافية ستكون على الأرجح مطلوبة فى المستقبل – وأنها لن تكون فعالة الا إذا سمحت لأوكرانيا بتحدى القوات الجوية الروسية. وأضاف:

المهم بالنسبة لى هو ما إذا كنا سنرسل شيئاً قادراً على ضرب السلاح الجوى الروسى على إرتفاع 30 ألف قدم أو أكثر.
وتعهد الرئيس بايدن بأن المزيد من المساعدات سيكون فى الطريق وأن الولايات المتحدة تعمل على مساعدة أوكرانيا فى الحصول على أنظمة الدفاع الجوى بعيدة المدى التى تحتاجها لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل. وقال: سيأتى المزيد.