الشرقيه..ليخلو لهما الجو..تقتل زوجها المُسن بمعاونة عشيقها 

الشرقيه..ليخلو لهما الجو..تقتل زوجها المُسن بمعاونة عشيقها 

لم يكُن يدري «حسن» الزوج الذي أتم ربيعه التاسع بعد الخمسون، أن زوجته الثانية وشريكته في الحياة وأم طفليه لن ترحم كِبر سنه أو تُقدر طعامًا اقتسماه يومًا، أو حتى تضع للعشرة بينهما وأطفالهما حسابًا في سبيل فوزها بعلاقة آثمة ومُحرمة مع شاب في مقام حفيد زوجها؛ بعدما عشقت الزوجة الشاب لصِغر سنه ظنًا بأنه سيعوضها ما تخيلت أنها قد فقدته رفقة زوجها، والأدهى والأصعب أنها لجأت إلى خطة شيطانية كانت مُحصلتها حياة الزوج المغلوب على أمره، لا لشيء سوى أن زوجها طيب المعشر لم يظن في زوجته السوء يومًا.

وهي تخونه وتمكر وتُخادع لأجل الفوز ببضع لحظات عشقٍ مُحرم مع نجل ابنة خالته، إلا أن الجُرم تكشفت أستاره وافتضح أمرها وأمر علاقتها الآثمة مع عشيقها ليتم الزج بهما خلف القضبان في جريمة تفاصيلها لا تمت لأي صفةٍ طيبة من جانب المتهمة وعشيقها الذي لم يرأف بكِبر سن جده المجني عليه أو يضع لحُرمة بيته درجة وهوَّ يتودد إلى زوجته ويستميلها لينزلقا سويًا في طريق الرذيلة.

على بُعد أمتار من وسط المجاورة السادسة والأربعين في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، وبينما تسير الحياة هادئة كعادة اليوم الأخير من الأسبوع، دوت صرخة داخل منزل «العم حسن» الموظف البسيط الذي يكد ويعمل في إحدى الشركات ويعرفه الجيران بطيبته وحُسن الخُلق، وما أن تجمع عدد من المارة حتى علا صوت زوجته الشابة لتُعلن على الملأ وفاته، وفي الخلفية وبين الحاضرين كان أحد أقارب المتوفى، وهو نجل ابنة العم حسن، الذي يُعد المتوفى بمثابة جدة في صلة القرابة، شاب في العقد الثالث من العمر واقفًا بملامح جامدة لا يطرف جفنًا له حزنًا أو تأثرًا بوفاة الجد.

 

جلبت الزوجة هاتفها وهاتفت شقيقة العم حسن لتُخبرها بنبأ وفاته، وكانت حُجتها في المحادثة أن زوجها كان في عمله وسقط من فوق سلم في العمل لتنتهي حياته هناك، وأن الشاب (حفيده) قد جلبه إلى مسكنه، هرعت شقيقة المتوفي رفقة شقيقه إلى مسكن فقيدهما والحزن يرجف قلوبهما ويعتصر كلٍ منهما، لكن ما أن دلف الشقيقان إلى منزل شقيقهما المتوفى وشاهدا الجثة حتى تبين لهما أن في الأمر جريمة؛ خاصةً وأن الإصابات الواضحة في جثمان شقيقهما لا يُمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يتسبب فيها سقوطه من السلم أثناء العمل كما زعمت زوجته وأخبرتهما.

 

 

 

في عُجالة، لجأ الشقيقان إلى قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان يُبلغون عن اكتشافهما وجود شبهة جنائية في وفاة شقيقهما «العم حسن» المُقيم بدائرة القسم، واتهما زوجة المتوفى ونجل كريمة خال المتوفى (له معلومات جنائية) بالتسبب في وفاة شقيقهما.

 

على الفور، انتقل فريق من رجال المباحث الجنائية في قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان، بإشراف العقيد مصطفى عرفة، رئيس فرع البحث الجنائي في مدينة العاشر من رمضان، ورئاسة الرائد دكتور محمد عبدالغفار، رئيس مباحث ثانٍ العاشر من رمضان، بصحبة قوة من رجال الشرطة في القسم إلى مسكن المتوفى وهناك تبين صحة البلاغ ووجود شبهة جنائية في الوفاة، ليتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى التأمين الصحي في مدينة العاشر من رمضان وانتداب فريق من الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة، وبالعرض على جهات التحقيق صرحت بدفن الجثة عقب الانتهاء من الصفة التشريحية.

 

رجال المباحث الجنائية، بإشراف اللواء محمد والي مدير أمن الشرقية، ناقشوا زوجة المتوفى، التي اعترفت بوجود خلافات بينها والمتهم الثاني وبين زوجها، تبين فيما بعد أن الأمر عبارة عن خيانة من جانب الزوجة لزوجها وأنها قد عشقت حفيده حد الدخول معه في علاقة يرفضها الشرع والقانون، قبل أن يتطور الأمر إلى علم الزوج لتنشب مشادة بينه وبينهما في مسكنه، أسفرت عن مشاجرة قام على إثرها المتهم الثاني بالتعدي على الزوج (جده) بالضرب بالأيدى واستعان كذلك بعصا خشبية (أرشدت عنها المتهمة)، ولم يتركه إلا وقد فارق الحياة.الزوجة أقرت بأنها حين تيقنت والمتهم الثاني (عشيقها) من وفاة الزوج اتفقت مع المتهم على الاتصال بشقيقة المتوفى وإخبارها بوفاته متأثرًا بإصابته إثر سقوطه من على سلم في جهة عمله، ولدى حضور شقيقة المتوفى وشقيقه ومشاهدتهما الإصابات التي تشير إلى وجود شبهة جنائية اشتبها في الوفاة فيما لاذ المتهم الثاني بالفرار والهرب.

 

جرى تشكيل فريق بحث برئاسة قطاع الأمن العام في وزارة الداخلية، بالتنسيق والاشتراك مع رجال المباحث الجنائية في قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان، وتوصلت جهود الفريق إلى مكان اختباء المتهم الهارب، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه وبحوزته هاتف محمول بالإضافة إلى فيزا كارت مملوكين للمجني عليه، وبمواجهة المتهم أيد ما جاء في أقوال المتهمة الأولى (عشيقته) وأقر بما أسفرت عنه التحريات، وأفاد كذلك بأنه قد تمكن من الاستيلاء على المضبوطات عقب وفاة المجني عليه، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وبالعرض على جهات التحقيق في مدينة العاشر من رمضان أمرت بحبس المتهمين على ذمة التحقيقات.