الدكرورى يتكلم عن الحسن بن علي بن أبي طالب ” جزء 1″
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
الحسن بن علي بن أبي طالب ” جزء 1″
سبط رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف، سيد شباب أهل الجنة، وإن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، هو من الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام حيث حقن الله تعالى به دماء المسلمين، وذلك حينما تنازل عن حقه في الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وأم الحسن بن علي هى السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي سيدة نساء أهل الجنة، وروى البخاري عن أبي بكرة، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يُقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول “إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين” وهذه نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن بن علي بن ابي طالب.
وابن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشقيق الحسين رضي الله عنهما، وقيل عن الحسن رضي الله عنه أنه خامس الخلفاء الراشدين بعد استشهاد أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وولد الحسن في نصف شهر رمضان في العام الثالث من الهجرة، وقد أذن النبي صلي الله عليه وسلم في أذنه ليرسخ في قلبه الإيمان ومعاني عظمة الله تعالي وباركه وحنكه وسماه الحسن وتربى على يد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لما يقرب من ثمانية سنوات، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبله ويعانقه ويداعبه حبا له وعطفا عليه وكان يعلمه منذ الصغر حب الإصلاح بين المسلمين، وكان أهم ما يميز الحسن رضي الله عنه هو الحرص الدائم على حقن دماء المسلمين ووحدة صفهم، ويؤكد ذلك مواقفه الكثيرة رضي الله عنه.
ومنها وتنازله للخلافة حقنا لدماء المسلمين وقد أبرم الصلح مع الصحابي معاوية بن أبي سفيان بعد عدة أشهر من مبايعته للخلافة، وكان ذلك بمثابة فاتحة الخير على المسلمين بعدما توحدت جهودهم وسمي العام الواحد والأربعين من الهجرة، بعام الجماعة وبعده عاد المسلمون للجهاد والفتوحات، وبعدما استشهد الإمام علي رضي لله عنه في الكوفة وصلى عليه الإمام الحسن بايعه الناس بالخلافة وألحوا عليه لقتال أهل الشام وكان في نيته عدم القتال ولكنهم غلبوه على رأيه واجتمعوا اجتماع عظيما فصار بالجيوش قاصد بلاد الشام ولكن حدث في الجيش فتنة واختلاف وتفرق فلما رأي ذلك كتب لمعاوية بن أبي سفيان لصلح بينهما بعث إليه معاوية بن أبي سفيان عبدالله بن عامر وعبدالرحمن بن سمرة وتم الصلح بينهما وبايع الإمام الحسن معاوية بن أبي سفيان.
وهكذا تحققت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم، وروى الإمام أحمد عن الإمام علي رضي الله عنه، قال ” لما وُلد الحسن سميته حربا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ” أروني ابني، ما سميتموه؟ ” قال قلت حربا، قال صلى الله عليه وسلم ” بل هو حسن ” وروى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا، وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي” وعن عقبة بن الحارث، قال صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه، وقال بأبي، أي بمعني أفديه بأبي، شبيه بالنبي صلى الله عليه وسلم، لا شبيه بعلي، وعليّ يضحك”
وكان الحسن بن علي كثير التزوج، وكان لا يفارقه أربع زوجات وكان علي بن أبي طالب يقول لأهل الكوفة لا تزوّجوا الحسن بن علي فإنه مطلاق، فيقولون والله يا أمير المؤمنين، لو خطب إلينا كل يوم لزوّجناه منا من شاء، ابتغاء في صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان للحسن بن علي خمسة عشر ذكرا، وثماني بنات، وروى أبو داود عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر ” اللهم اهدني فيمن هاديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت” وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال للحسن ” اللهم إني أحبه، فأحبه وأحبب من يحبه ” رواه البخارى ومسلم.