الدكرورى يكتب عن نبي الله يونس عليه السلام “جزء 4”
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
نبي الله يونس عليه السلام “جزء 4”
ونكمل الجزء الرابع مع نبي الله يونس عليه السلام، وقد مكث نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام في بطن الحوت ثلاثة أيام، وقيل سبعة أيام، وقيل غير ذلك ولولا أنه سبح الله وهو في بطن الحوت وقال ما قال من التسبيح والتهليل للبث في بطن الحوت إلى يوم القيامة ولبُعث من جوف الحوت ولكن ما الفائدة في إنبات شجرة اليقطين عليه دون غيرها؟ وهو أن نبي الله يونس عليه السلام خرج من بطن الحوت كان ضعيفا مريضا وهزيلا في بدنه وجلده، فأدنى شيء يمر به يؤذيه، وفي ورق اليقطين وهي القرع، خاصية وهو أنه إذا تم تركه على شيء لم يقربه ذباب، فأنبته الله سبحانه وتعالى على يونس ليغطيه ورقها ويمنع الذباب ريحه أن يسقط عليه فيؤذيه، وفي إنبات القرع عليه حكم كثيرة منها أن ورقه في غاية النعومة.
وأهمية تظليل ورقه عليه لكبره ونعومته، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى ءاخره نيئا ومطبوخا وبقشره وببذره أيضا، وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل منه، وقد سخر الله تبارك وتعالى لنبيه يونس عليه السلام بعد أن ألقاه الحوت من بطنه أروية “وهي الأنثى من الوعول” يستفيد من لبنها فكانت ترعى بالبرية وتأتيه بكرة وعشية ليتغذى بلبنها وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وعنايته بنبيه يونس عليه الصلاة والسلام، ولما أصاب نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ما أصابه من ابتلاع الحوت له، علم عليه السلام أن ما أصابه حصل له ابتلاء له بسبب استعجاله وخروجه عن قومه الذين تم أرساله إليهم بدون إذن من الله تعالى، وعاد عليه الصلاة والسلام إلى قومه أهل نينوى في العراق فوجدهم مؤمنين بالله تائبين إليه.
منتظرين عودة رسولهم يونس عليه السلام ليأتمروا بأمره ويتبعوه، فمكث عليه الصلاة والسلام معهم يعلمهم ويرشدهم، ومتع الله تعالى أهل نينوى في مدينتهم مدة إقامة يونس فيهم وبعده ءامنين مطمئنين إلى حين، ثم لما ضلوا بعد ذلك عن الصراط المستقيم الذي جاءهم به نبيهم وتولوا عن الإيمان دمّر الله تعالى لهم مدينتهم وأنزل عليهم العذاب وصارت مدينتهم عبرة للمعتبرين، ويقول الله تبارك وتعالى في سورة الصافات “وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون، فآمنوا فمتعناهم إلى حين” وكان النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يلتجئ إلى الله عند الكرب والغم والشدائد فكان يكثر الصلاة والدعاء ويكثر ذكر الله تعالى، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أكربه أمر قال “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث” وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال “دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحون لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدعو بها رجل في شيء قط إلا استجاب له” رواه الترمذي، ولا توجد أدلة تاريخية أكيدة على المكان الذي توفي فيه نبي الله يونس عليه السلام، ولهذا هناك مقامان له، الأول موجود في كفرا القديمة في لبنان، محاطا بالآثار، والأعمدة المزركشة، وبعض الحجارة المنقوشة برموز تاريخية، إلا أن الكثير من هذه الآثار تعرضت للسرقات والتكسير، أما المقام الثاني، فموجود في شمال شرق نهر دجلة فوق تلة النبي يونس أو ما يسمى بتلة التوبة، في الموصل، في العراق، وهي المكان الذي عاش فيه النبي يونس عليه السلام، وتم بناء مسجد هناك باسم جامع النبي يونس، ويقال إن نبي الله يونس دفن على ساحل البحر قبل مدينة صيدا.
وقيل هذا الموضع الذي ألقاه فيه الحوت، وأما عن القول بأن الحوت الذي التقم يونس عليه السلام لا يزال حيا ؟ فهو قول غير صحيح، لأنه قول محدث لا دليل عليه، ولا نعلم أحدا من أهل العلم بالتفسير أو بالعربية قال ذلك، وأن يونس عليه السلام كان من المسبحين، ولأجل ذلك أنجاه الله من تلك الظلمات، ولم يلبث في بطن الحوت تلك المدة التي كانت مقدرة، لو لم يكن من المسبحين ثم لا علاقة لشيء من ذلك، من قريب أو بعيد بحياة الحوت الآن أو متى مات أو لم يمت؟ فكل هذا مبني على تقدير، لم يحصل، وبل يقال أيضا المكث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون لا يلزم منه أن لا يزال الحوت حيا إلى يوم القيامة، فغير ممتنع أن يموت الحوت ويموت الإنسان في بطن الحوت، ثم يمكث في بطنه إلى يوم البعث، كما يمكث الميت في قبره إلى يوم البعث .